أشهر مبيض نحاس يكشف سر انقراض المهنة بالفيوم

شكرا على قرائتكم خبر عن أشهر مبيض نحاس يكشف سر انقراض المهنة بالفيوم

مهنة أوشكت على الانقراض وكانت منذ قرون أهم المهن لا غنى عنها بين كل الطوائف وجميع الطبقات الفقير قبل الغني، هي مهنة مبيض الأواني النحاسية وهي أقدم المهن التي عرفها أهل الفيوم خاصه وشعب مصر عامة على مدار القرون السابقة، ومع انتشار أنواع حديثة من الأوانئ، أوشكت مهنة تبيض النحاس على الانقراض.

مهنة انقرضت في محافظة الفيوم مبيض النحاس مهنة انقرضت في محافظة الفيوم مبيض النحاس

أقدم شوارع الفيوم

أثناء جولة أهل مصر في أقدم شوارع محافظة الفيوم، وهي منطقة العامود، الذي مازالت محتفظة بالعادات والتقاليد والمهن القديمة، وبها أشهر ورش للأعمال اليدوية والمهنية في التراث والحرف الأخرى، التي أوشكت على الانقراض.

التقت كاميرا أهل مصر بأقدم وأشهر مبيض الأواني النحاسية بمحافظة الفيوم، ويدعى محمود عويس داخل ورشة بسيطة بدائية وبيده جاكوش وأمامه أحد الأواوني الألمنيوم أثناء عمل صيانة لها.

مهنة انقرضت في محافظة الفيوم مبيض النحاس مهنة انقرضت في محافظة الفيوم مبيض النحاس

مهنة الأجداد

وقال أشهر مبيض نحاس بالفيوم انا اسمي محمود عويس أقدم مبيض نحاس في الفيوم، وأبلغ من العمر 73 عاما، أعمل كمبيض للنحاس، منذ أكثر من 60 عاما، وأمتلك أقدم ورش تبييض النحاس بمنطقة العامود بوسط مدينة الفيوم ، ورثته عن والذي وأجدادي.

ويحكي الحاج محمود تربيته في هذه الورشة، ويقول: ‘تعلمت أصول الصنعة بعد وفاة والدي، لكي أكمل مسيرته هو وأجداده، للحفاظ على المهنة من الانقراض وتأمين لقمة العيش كونها فاتحة بيوتنا’.

مهنة انقرضت في محافظة الفيوم مبيض النحاس مهنة انقرضت في محافظة الفيوم مبيض النحاس

الأواني النحاس وجهاز العروسة

وتابع أشهر مبيض نحاس بالفيوم بأن الأواني النحاس في فترة من فترات الزمان ليس لها بديل وكان شرطا أساسيا في جهاز العروسة بقرى ريف الفيوم وجود الطقم النحاس، والذي لا يكتمل الاتفاق إلا به، وعادة ما يتكون من طشت الاستحمام، وطشت غسل اليدين والأبريق وبعض الأواني كصواني الطهي وتقديم الشاي، وكلما زادت محتويات هذا الطقم، كان دليلا على المكانة الاجتماعية للعروس.

مهنة انقرضت في محافظة الفيوم مبيض النحاس مهنة انقرضت في محافظة الفيوم مبيض النحاس

من فات قديمه تاه

وأشار عم محمود من فات قديمه تاه مازالت أعمل بها حتي بعد تطوير الأواني من بعد النحاس أصبح الألمنيوم ثم تطورت بعد ذلك الي أواني من التيفال والسراميك والجرانيت وأنواع كثيرا في الأسواق الفيوميه.

مقتنياته الأعمال النحاسية

وأكد اقدم مبيض نحاس بالفيوم بأن الورشة بتعمل الآن في تصليح الأواني الالمنيوم وخاصة أواني مطاعم الفول والفلافل ربنا لا ينسي عبده فالرزاق هو الله وأصبحت الأواني النحاسية أعمال ديكورات فقط ومن يحتاج الي تلميع مقتنياته من الأعمال النحاسية او الأواني.

مهنة انقرضت في محافظة الفيوم مبيض النحاس مهنة انقرضت في محافظة الفيوم مبيض النحاس

كيفية تلميع النحاس

واضاف الحاج محمود عويس مهنة تبييض النحاس كانت مرتبطة بوجود وانتشار النحاس، كنت أتجول في القرى مع والدي، وكان يعلن عن قدومه لتأتيه النساء بالأواني ‘المجنزرة’، أي التي أخضرّ لونها، ويحط رحاله في مكان فضاء لعدة أيام، ويشتغل بحماس في تبييض الأواني بقوة ليزيل عنها ‘الجنزار’ الذي أصابها، ثم يضعها علي نار حامية ليتمكن من طليها بالقصدير وهي ساخنة، فالحرارة الشديدة تساعد علي ذوبان القصدير وانتشاره على سطح النحاس والالتصاق الشديد به، ويساعد النشادر علي اكتمال هذه العملية بسهولة، فتصبح الطبقة بيضاء وهذا سبب تسمية المهنة ‘مبيض’، فالقصدير كان يشكل طبقة عازلة للنحاس حتى لا يتفاعل مع الطعام ويفرز مواداً سامة، وكان الجنزار دليلاً علي انتهاء مفعول القصدير، وإشارة لضرورة التبييض.

النحاس اهم المخزونات الاقتصادية

كما قال لنا إن النحاس كان يمثل مخزوناً اقتصادياً للأزمات، فهو كفيل بحل أزمات العائلات المالية، و’يفُك زنقتها’ بثمنه، لأنه قيمته المالية غالباً ما ترتفع.

مهنة انقرضت في محافظة الفيوم مبيض النحاس مهنة انقرضت في محافظة الفيوم مبيض النحاس

لن أعيش في جلباب ابي

واختتم حديثه معنا وقال رغم حبه الشديد، للمهنة، إلا أنه يرفض أن يعمل بها أحد أبنائه، لأنها مهنة بلا مستقبل على حد قوله، لذا حرص على تعليمهم، كي لايكونوا مثله، ‘ويستطيعون مواجهة زمنهم الصعب الذي ارتفع فيه ثمن كل شيء ورخص سعر الإنسان

‫0 تعليق

اترك تعليقاً