المواجهة عن بعد استحقت الجهد

شكرا لمتابعتكم خبر عن المواجهة عن بعد استحقت الجهد والان مع تفاصيل هذا الخبر

أفكار المخرج اللبناني ريشا سركيس تخرج عن المألوف؛ فهو يُخطط لها ويقولبها في ذهنه وعينيه قبل أن تُبصر النور. يقول لـ«الشرق الأوسط» إن الأغنية بحد ذاتها تحفزّه على الاجتهاد والإبداع، وإذا لم تعجبه يرفض تصويرها.

في كليبه الجديد «ما في ليل»، يقدّم ثنائياً يتألف من رحمة رياض وناصيف زيتون، يغنّيان معاً، ويتواجهان بعد فترة انفصال. تنقطع أنفاسهما من شدة العتاب والشوق، ولا يعرفان لماذا كان الفراق نهاية لقصتهما.

يقدم سركيس أفكاراً تصويرية تنبض بالتجديد (ريشا سركيس)

يوصل ريشا سركيس رسالتهما ببساطة في الكليب. أما المفاجأة فيه، فتكمن في تصويره بين لبنان وتركيا، من خلال جمعه رحمة وناصيف على طاولة واحدة، بعد أن صوّر إطلالة كلٍّ منهما على حدا؛ يجهل المشاهد هذه المعلومة، إذ لا شيء يشير إليها؛ وعنها يُخبر سركيس «الشرق الأوسط» قصة العمل: «لم نتمكّن من جمع الفنانَين معاً بسبب انشغالهما وارتباطاتهما الكثيرة. فكّرت بطريقة توفّر عليهما قطع المسافات. لم آخذ أبداً بعين الاعتبار حمل رحمة رياض وكيفية إخفائه عن الكاميرا. هدفي الأول والأخير تمحور حول كيفية جمعهما على طاولة واحدة، وهما يعيشان في بلدين مختلفين. فوُلدت فكرة الكليب بتصويره على جزأين».

حمل سركيس معداته وفريق عمله إلى تركيا، حيث صوّر الجزء الثاني مع رحمة رياض؛ وفي لبنان وعلى طاولة المواجهة نفسها، صوّر المقطع الذي يطلّ به ناصيف زيتون. لجأ المخرج اللبناني إلى مشاهد عن قرب لوجهي الفنانين. «كان علي نقل تعابير الوجه والتّشديد عليها. فهي تترجم مشاعر مختلطة تصيب الطرفين. العتب والحيرة والانفصال، مشاعر حضرت بقوة في الكليب. المسألة تطلبت دقة في التنفيذ وإبراز كل تفصيل».

تحصد «ما في ليل» نجاحاً كبيراً مسجلة أرقام مشاهدة بالملايين (ريشا سركيس)

كان ريشا سركيس يرغب في الخروج من الإطار الكلاسيكي في مواجهات تحصل بين عاشقين. «خرجت من قالب استخدام الطبيعة أو الجلوس في منزل أو مقهى. وضعت طاولة لأبرز التباعد بين الشخصيين».

التمثيلية عند رياض وزيتون ساهمت في ولادة الكليب بالطريقة التي صممها. «استمتعت بإدارة مغنيين يُجيدان التمثيل، وقد سبق وتعاونت معهما، وقد بنيت الفكرة على مستوى قدراتهما في ترجمة أحاسيسهما».

يقول ريشا سركيس إن حبه وشغفه لهذا المجال يحفّزانه دائماً على تقديم الأفضل. «لدي أفكار كثيرة وثراء في أحاسيسي أقدمها بجرعات وإبداع. فأستطيع أن أخرجها إلى النور كبيرة وعلى قدر آمالي. أنتظر الفرص المناسبة لأجعلها واقعاً أستفيد من كل تجربة فيها».

أفكار ريشا سركيس الفتية النابضة بصبغة شبابية ما يفرّقها عن غيرها، فيشرح: «لا زلت في الثلاثين من عمري وأوافقك الرأي بأن أعمالي تعكس أفكاراً شابة بكل أبعادها. أعتقد أن الخلفية الفنية التي أتمتع بها أفادتني. فأنا شغوف بهذه المهنة منذ كنت تلميذاً في المدرسة. عشت في حقبة فنية غنية يصفها البعض بالذهبية. واكبت قنوات فضائية اعتمدت الأغاني المصورة محتوى لها، وتغذّيت بأفكار تلك المرحلة. كل ذلك ساعدني في تنظيم أفكاري وتوجّهي نحو الأفضل».

ريشا سركيس وناصيف زيتون خلال تصوير الكليب (ريشا سركيس)

يحب ريشا سركيس التحديات والموضوعات الشائكة، فتتحول عنده إلى لذّة في التصوير، وفي استحداث قالب معين لتقديمها. وقّع أكثر من كليب غنائي لفنانين كثيرين لاقت نجاحات واسعة، ومن بينها «مش بمزاجك» ليارا. تسأله «الشرق الأوسط» عن الفنانة التي يتمنى أن يتعاون معها. يرد: «أحب أن أرى الفنانة جوليا بطرس أمام كاميرتي، وكذلك أصالة وأنغام ولطيفة، فجميعهنّ فنانات من الطراز الأول، وأتحمس لتقديمهن في كليب يحمل رؤيتي».

سجلت أغنية «ما في ليل» أرقاماً قياسية في نسبة مشاهدتها، وصلت إلى نحو 10 ملايين، بعد أقل من أسبوع على صدورها.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً