«المياه» يجب أن تتصدر أجندة الاستدامة في الشرق الأوسط

شكرا لمتابعتكم خبر عن «المياه» يجب أن تتصدر أجندة الاستدامة في الشرق الأوسط والان مع تفاصيل هذا الخبر

قال يوجين ويليمسن، الرئيس التنفيذي لشركة «بيبسيكو» بأفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا والرئيس التنفيذي للمشروبات عالمياً، إن المزارعين في منطقة الشرق الأوسط يساهمون بشكل كبير في توفير غالبية الأغذية التي يتم إنتاجها محلياً، وبالتالي فإنه من المهم للغاية تعزيز قدرتهم على الصمود في مواجهة تداعيات تغير المناخ، وتوسيع نطاق الممارسات الزراعية المستدامة ذات الصلة بالمياه، مشيراً إلى أن ذلك يساهم في تعزيز الأمن الغذائي وحماية سبل عيش المزارعين، فضلاً عن تحسين كفاءة استهلاك المياه في المنطقة.

وأضاف أن تحقيق تلك النتائج المترابطة، يتطلب إعطاء الأولوية للحلول التي تركز بشكل أساسي على المزارعين، مما يعني العمل معهم جنباً إلى جنب، وتوفير الدعم الاقتصادي والتّقني اللازم لتسهيل انتقالهم إلى الممارسات الزراعية المستدامة.

وأكد أنه من الواقع أن دعم المزارعين في تبني التقنيات الجديدة يشكل خطوة حاسمة نحو الأمام. ويعد التحول من أنظمة الري بالغمر إلى أنظمة الري بالتنقيط مثالاً رئيسياً على ذلك، فمن خلال تعزيز كفاءة الري يمكن أن نساعد المزارعين في ترشيد استهلاك المياه، وتحسين المحاصيل وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة.

ولفت إلى أن برنامج الأغذية العالمي يعمل على دعم المزارعين المحليين في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خلال إدخال الزراعة المائية لتحسين قدرتهم على التكيف ومواصلة إنتاجهم الغذائي في مواجهة تغير المناخ والكوارث الطبيعية، مع الحفاظ على موارد المياه وتخفيف الاستهلاك المفرط لها.

وأضاف: «تعد الزراعة المائية مفيدة للغاية وفعّالة من حيث التكلفة، فهي لا تعتمد على التربة الصالحة للزراعة لنمو الغذاء، وتستهلك كميات أقل بكثير من المياه – تصل إلى 80 في المائة – ومساحات أقل بنحو 75 في المائة بالمقارنة مع الزراعة التقليدية. علاوة على ذلك، فإن المحاصيل المزروعة من خلال الزراعة المائية تنمو بمعدلات متسارعة، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى مضاعفة وتيرة الزراعة التقليدية».

وشدد ويليمسن على أن تغير المناخ والإفراط في استهلاك المياه للأغراض الزراعية يمكن أن يؤديا إلى استنزاف مستويات المياه الجوفية بشكل سريع، وأضاف: «ومن الضروري جداً، في حين نقوم بتعزيز الممارسات الزراعية المستدامة في الحقول، أن يتم التركيز على تجديد مستودعات المياه لضمان توافر هذا المورد الحيوي على المدى الطويل، وخاصة للفئات الأكثر عرضة لندرة المياه. ولتحقيق ذلك، من المهم مضافرة الجهود مع الجهات المحلية المعنية من أجل إجراء تقييم شامل للمتطلبات المحددة لمستجمعات المياه المعرضة للجفاف، وتقديم حلول ناجعة للحفاظ عليها».

وزاد: «لا يمكن التشديد كفاية على أهمية الابتكار في دعم مسيرة التحول نحو الممارسات الزراعية المستدامة والتصدي لمشكلة ندرة المياه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وسيعمل الكثير من المبتكرين على تطوير حلول للتحديات ذات الصلة بتغير المناخ وندرة المياه والأمن الغذائي».

وقال الرئيس التنفيذي لشركة «بيبسيكو» بأفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا والرئيس التنفيذي للمشروبات عالمياً: «المنطقة تتحلى بقدرة كبيرة على الابتكار، ولديها المقومات للمضي قدماً في هذا المسار، وهذا ما ثبت من خلال شركات مثل (نور نيشن)، وهي شركة ناشئة في مجال الطاقة المتجددة في مصر تهدف إلى توفير حلول مستدامة للطاقة الشمسية خارج الشبكة، لتوفير المياه الصالحة للشرب في المجتمعات الزراعية، و(روبوكير)، وهي شركة ناشئة مقرها تونس توظف التكنولوجيا الطيفية وتقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين استهلاك المياه واستخدام الأسمدة والمبيدات وتحسين كفاءة التربة».

وتابع: «بالرغم من ذلك، فإن مستوى الاستثمارات في الشركات الناشئة العاملة في مجال التقنيات الزراعية والمناخية في المنطقة لا يزال دون الحدّ المطلوب، مما يعوق الوصول إلى حلول مبتكرة على النطاق الذي تحتاج إليه المنطقة. فمنذ عام 2010، تم تأسيس 49 شركة ناشئة مختصة بتكنولوجيا المناخ في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالمقارنة مع 3 آلاف شركة من هذا النوع في أوروبا. وبالرغم من نمو الاستثمارات، هناك حاجة لبذل المزيد من الجهود لدعم الشركات الناشئة المحلية وتسريع نشر حلول واعدة للتصدي لقضايا المناخ والمياه والأمن الغذائي على أوسع نطاق ممكن».

وأكد أن الفرصة سانحة أمام جميع الجهات المعنية، بما في ذلك الشركات، للقيام بالدور المكلفة به، والمساهمة في تعجيل مسيرة التقدم للتصدي للمخاطر الملحة على مستوى المياه. والخطوة الأولى تبدأ بدعم المزارعين وتمكينهم من اعتماد الممارسات الزراعية المستدامة، وحماية موارد المياه، وتمكين جميع فئات المجتمع من الوصول إلى المياه، وزيادة الاستثمارات التي تفتح الباب أمام الاستفادة من مقومات الابتكار العالية في المنطقة.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً