انطلاق مؤتمر «الاستجابة الإنسانية الطارئة لغزة» في البحر الميت الثلاثاء

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

شكرا لمتابعتكم خبر عن انطلاق مؤتمر «الاستجابة الإنسانية الطارئة لغزة» في البحر الميت الثلاثاء والان مع تفاصيل هذا الخبر

«هدنة غزة»: الوسطاء يعلّقون آمالاً على زيارة بلينكن لدفع المفاوضات

في محاولة للدفع نحو استئناف مسار المفاوضات الرامي إلى تحقيق هدنة في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة «حماس»، وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى القاهرة، الاثنين، في مستهل جولة بالمنطقة هي الثامنة من نوعها منذ بدء حرب غزة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، من المقرر أن تشمل أيضاً كلاً من إسرائيل وقطر والأردن.

وتأتي جولة بلينكن في المنطقة، في إطار سعي واشنطن لإنجاز اتفاق، كان الرئيس الأميركي جو بايدن طرحه أخيراً، وقال إنه «مقترح إسرائيلي يتضمن خطة من ثلاث مراحل تفضي إلى وقف الحرب والإفراج عن الرهائن وإعادة إعمار قطاع غزة».

واستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الاثنين، وزير الخارجية الأميركي والوفد المرافق له، بحضور اللواء عباس كامل، رئيس المخابرات العامة المصرية، واتفق الجانبان على «تكثيف الجهود المشتركة خلال المرحلة الحالية؛ سعياً للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بقطاع غزة وتبادل الرهائن والمحتجزين»، بحسب إفادة رسمية للمتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، المستشار أحمد فهمي.

وقال المتحدث إن اللقاء بين السيسي وبلينكن «شهد مناقشة الجهود المصرية لإنفاذ المساعدات الإنسانية لأهالي غزة، وشدد الرئيس المصري على أهمية تضافر الجهود الدولية لإزالة العراقيل أمام إنفاذ المساعدات الإنسانية، وضرورة إنهاء الحرب على القطاع ومنع توسع الصراع، والمضي قدماً في إنفاذ حل الدولتين».

ونقل البيان المصري، عن بلينكن «تقدير الإدارة الأميركية للجهود المصرية المستمرة على المسارين السياسي والإنساني، وحرصها على الاستمرار في العمل والتنسيق المشترك بين الدولتين لاستعادة الأمن والسلم بالإقليم». وأضاف المتحدث أن «اللقاء شهد تأكيد الجانبين على متانة الشراكة الاستراتيجية المصرية – الأميركية».

وبينما تعول الولايات المتحدة والوسطاء في مصر وقطر على جولة بلينكن لتحريك المياه الراكدة في مسار المفاوضات المتعثرة، لا يبدو أن هناك تغييراً في موقف إسرائيل وحركة «حماس»، حيث تطالب «(حماس) بوقف كامل» لإطلاق النار؛ الأمر الذي تفرضه تل أبيب مؤكدة عزمها «تحقيق النصر، والقضاء على (حماس)».

ولا يبدي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني الدكتور أيمن الرقب، «تفاؤلاً بشأن إمكانية نجاح بلينكن فيما جاء من أجله». وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «بلينكن يسعى لتنفيذ خطة بايدن، لكن حتى الآن لا توجد مؤشرات على نجاحه، لا سيما وأن الرؤية الأميركية غير متوازنة، فلا يوجد تعهد بوقف الحرب، ولا إشارة لمصير الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية»

ولفت الرقب إلى أن «واشنطن تبذل جهوداً مكثفة الآن كونها تحت ضغط الوقت مع قرب الانتخابات الرئاسية؛ لذلك تحاول إنجاز أي صفقة». وأشار إلى «تسريبات في وسائل الإعلام الأميركية بإمكانية عقد صفقة ثنائية بين واشنطن وحركة (حماس) تقضي بالإفراج عن المحتجزين الأميركيين في غزة». وقال: «لا توجد تأكيدات في هذا الشأن».

بدوره، قال نائب المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، اللواء محمد إبراهيم الدويري، إن «بلينكن يسعى خلال جولته في المنطقة إلى وضع مقترحات بايدن موضع التنفيذ، وأن يحصل من نتنياهو على موقف واضح ومعلن بقبوله استئناف المفاوضات على أساس هذه المقترحات التي تعدّ في جوهرها إسرائيلية».

وأضاف: «بلينكن حريص على أن يكون موقف نتنياهو دافعاً لممارسة أطراف الوساطة العربية الضغوط على (حماس) من أجل أن تقبل بدء عملية التفاوض حتى يمكن أن نصل إلى هدنة إنسانية قبل عيد الأضحى بقدر المستطاع».

ومنذ يناير (كانون الثاني) الماضي يسعى الوسطاء في مصر وقطر وبدعم أميركي إلى إنجاز اتفاق هدنة، لكن جهودهم باءت بالفشل حتى الآن إثر تمسك الطرفين بمواقفهما.

ويؤكد الدويري أن «استئناف المفاوضات يرتبط بشكل رئيسي بمدى الوصول إلى حل وسط فيما يتعلق بموقف كل من إسرائيل و(حماس) من البند الخاص بوقف إطلاق النار، وهل سيكون دائماً طبقاً لمطلب (حماس) أم سيكون مؤقتاً طبقاً لمطلب نتنياهو»، معرباً عن اعتقاده بأن «هذا البند هو حجر الزاوية في إمكانية استئناف المفاوضات والتوصل إلى نتائج إيجابية من عدمه»، وقال: «هذه هي المهمة التي يحاول بلينكن إنجازها بنجاح رغم صعوبتها».

وتأتي جولة بلينكن في المنطقة بعد أيام من عملية عسكرية نفذتها إسرائيل في مخيم النصيرات، لتحرير أربعة محتجزين، كما تأتي بعد يوم من استقالة عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس من حكومة نتنياهو بسبب ما وصفه بـ«الإخفاق في وضع خطة لإنهاء الحرب».

ولا يرجح الرقب «إمكانية موافقة إسرائيل على المقترح الأميركي، لا سيما بعد استقالة غانتس من الحكومة».

في حين قال الدويري إن «مجزرة النصيرات من شأنها أن تؤدى إلى مزيد من التعقيدات المثارة أمام مفاوضات الهدنة حال استئنافها فعلياً»، موضحاً أن «حركة (حماس) سوف تتمسك بمواقفها بضرورة أن ينص أي اتفاق على الوقف الدائم لإطلاق النار».

في المقابل، فإن تحرير إسرائيل بعض المحتجزين «يمكن أن يمنح نتنياهو الفرصة للتمسك أيضاً بمواقفه انطلاقاً من قناعته بأن تكثيف العمل العسكري ضد (حماس) يعد أنسب السبل للإفراج عن الأسرى»، بحسب الدويري.

ويرى الدويري أن استقالة غانتس من حكومة الطوارئ «لن تؤدي إلى تغيير كبير في معادلة الموقف الداخلي في إسرائيل»، موضحاً أن «نتنياهو لا يزال يتمتع بأغلبية 64 مقعداً تمكّنه من الاستمرار لأطول فترة ممكنة، كما أن الاستقالة لن تمنع نتنياهو من التمسك بمواقفه تجاه استمرار الحرب حتى حال التوصل إلى هدنة إنسانية». وقال إن «اقتصار الائتلاف على الأحزاب المتطرفة سوف يعقّد المفاوضات».

‫0 تعليق

اترك تعليقاً