جريمة المطبخ العالمي تشعل غضب العواصم الأوروبية.. وتعهدات بمعاقبة إسرائيل

تتعرض إسرائيل لضغوط دولية متزايدة، بسبب خسائر الحرب المستمرة في قطاع غزة، حيث تواجه انتقادات متصاعدة من عدة دول، وكذلك من داعمها الرئيس واشنطن، لا سيما بعد مقتل 7 عمال إغاثة بغارة على دير البلح، مما أشعل حالة غضب داخل عدد من العواصم الأوروبية.

ودعت وزيرة الخارجية الألمانية ـ الجمعة ـ إسرائيل إلى تنفيذ وعودها بسرعة السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، معتبرة أن إسرائيل ‘لم يعد لديها أعذار’ تسمح لها منع ذلك، وكتبت أنالينا بيربوك على إكس: ‘الناس في غزة بحاجة إلى كل حزمة مساعدات’.

غضب أوروبي ضد إسرائيل

بدوره حذر وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، من أن بريطانيا ستحاسب إسرائيل، على مقتل 3 بريطانيين، من بين عمال الإغاثة السبعة، في غزة، وذلك بعدما استدعت الخارجية سفير تل أبيب في لندن للتعبير عن تنديدها الحازم بالحادث.

ودعا رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، إسرائيل إلى توضيح ملابسات الواقعة المأساوية، مشددا على وجوب أن تتخذ إسرائيل خطوات فورية لحماية عمال الإغاثة وتسهيل العمليات الإنسانية الحيوية في غزة.

كما أجرى سوناك اتصالا هاتفيا بنتنياهو معربا له عن غضبه لمقتل عمال الاغاثة، وطالب بتحقيق مستقل ومعمق وشفاف، كما شدد على أن ‘الهدف المشروع لإسرائيل بالانتصار على حماس، لن يتحقق عبر السماح بكارثة إنسانية في غزة’.

في الأثناء شدد وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية أندرو ميتشل على ضرورة أن تتوصل إسرائيل إلى وضع آلية فاعلة لفض الاشتباك على الفور وبشكل عاجل لتوسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية’.

وأضاف: ‘نحتاج إلى تعليق إنساني فوري’ للعمليات الحربية ‘لإدخال المساعدات وإخراج الرهائن ومن ثم المضي قدما نحو وقف دائم لإطلاق النار’.

وأثارت تصريحات السفير الإسرائيلي في بولندا ياكوف ليفني جدلا واسعا بعدما رفض الاعتذار عن مقتل عمال الإغاثة بغارة إسرائيلية في غزة، وقال الرئيس البولندي أندريه دودا إن تصريحات السفير ‘معيبة’ و’غير موفقة’، مضيفا أن ‘السفير يمثل المشكلة الأكبر بالنسبة لإسرائيل في علاقاتها مع بولندا’.

وأعادت الضربة الدامية في غزة إشعال التوتر بين البلدين اللذين شهدا عدة خلافات دبلوماسية في السنوات الأخيرة، لا سيما بشأن تاريخ المحرقة واستذكارها.

وحذر مسؤولون بولنديون من أن الضربة الإسرائيلية التي أودت بعناصر الإغاثة ستفاقم على الأرجح معاداة السامية في بولندا، وكانت الخارجية البولندية استدعت السفير الإسرائيلي الجمعة لبحث ‘مسؤولية’ إسرائيل عن مقتل عناصر الإغاثة، ودعت السلطات البولندية إسرائيل لتعويض عائلة الضحية البولندي، وقال الرئيس دودا إنه ‘يتعين على إسرائيل دفع التعويض ببساطة من باب اللباقة، من أجل المبادئ’.

وأعلنت منظمة ‘أوبن آرمز’ الإسبانية غير الحكومية التي أدخلت بالتعاون مع منظمة ‘المطبخ المركزي العالمي’ أول سفينة مساعدات إلى غزة عبر ممر بحري خاص من قبرص، تعليق عملياتها الإنسانية في القطاع.

وسبق أن علقت منظمة ‘المطبخ المركزي العالمي’ التي أسسها الطاهي الإسباني الأمريكي الشهير خوسيه اندريس عملها في غزة. وأدى هذا إلى زيادة الضغوط على إسرائيل بشأن معاملتها للمدنيين في غزة. وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الأربعاء إن التفسيرات الإسرائيلية لمقتل 7 من العاملين في المجال الإنساني في قطاع غزة هذا الأسبوع ‘غير كافية’ و’غير مقبولة’، من دون أن يحدد الإجراءات التي يمكن أن تتخذها إسبانيا ردا على هذه المأساة.