قاضٍ مصري: الحرب على غزة أبانت افتقار إسرائيل لجيش نظامي كبير كشف عنه حكم القضاء الإسرائيلي

شكرا على قرائتكم خبر عن قاضٍ مصري: الحرب على غزة أبانت افتقار إسرائيل لجيش نظامي كبير كشف عنه حكم القضاء الإسرائيلي

في الوقت الذي تعاني فيه غزة حرب الإبادة ضد الفلسطينيين دون رحمة أوهوادة، لم تتخيل إسرائيل أن الحرب تطول لأكثر من نصف عام دون أن تحقق فيها مرادها في إبادة شعب مناضل حتى أطفاله، قال المفكر والمؤرخ القضائي القاضي الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي نائب رئيس مجلس الدولة فى دراسته القيمة بعنوان ‘ أحكام القضاء الإسرائيلي الغائبة عن العالم بشرعنة جرائم الإحتلال غير الإنسانية ضد الفلسطينيين بقطاع غزة بالمخالفة للحقوق الإنسانية للبشرية، وهو عمل شاق قام به من أجل الوصول لأصل الأحكام باللغة العبرية، أن المحكمة العليا الإسرائيلية أصدرت حكماً مؤقتا بوقف الدعم لطلاب المدارس الدينية الذين يجب عليهم الانضمام إلى التجنيد في أول أبريل2024، وقررت المحكمة أيضًا أن تبدأ جلسة الاستماع بشأن الالتماسات المقدمة ضد مشروع الإعفاء في شهر مايو بلجنة موسعة مكونة من تسعة من قضاتها.

ونعرض لدراسة الفقيه المصري في هذا الموضوع المهم عن العزة لغزة، ونقص جنود إسرائيل يهدد تقسيم الدولة اليهودية والقضاء الإسرائيلي يوقف دعم طلاب المدارس التلمودية لرفضهمالتجنيد والطلاب يهددون بمغادرة إسرائيل في خمس نقاط أهمها أن المحكمة العليا الإسرائيلية ألغت قانون إعفاء دارسي التلمود من التجنيد منذ 2012 ونضال غزة شق المجتمع الإسرائيلى, وأن الحرب على غزة أبانت افتقار إسرائيل إلى جيش نظامي كبير كشف عنه حكم القضاء الإسرائيلي

أولاً: طلاب التوراه يهددون بمغادرة إسرائيل إذا تم إجبارهم على التجنيد

يقول الدكتور محمد خفاجى ‘ تعليقاً على حكم المحكمة العليا الإسرائيلية ذكرأرييه درعىزعيم حزب ‘ شاس’ وعضو الكنيست الإسرائيلى أن هذا الحكم يعتبر علامة على إساءة غير مسبوقة لطلاب التوراة في الدولة اليهودية , وأن حزب ‘شاس’ سيواصل الدفاععن حق طلاب المدارس الدينية في دراسة التوراة , دون عائق التجنيد , بينما ذكر يتسحاق يوسفكبير حاخامات إسرائيل أنه إذا أجبرتحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طلاب مدارس التلمود على التجنيد، فسنغادر البلاد جميعًا , وعلى الجانب الأخر وجه هرتسي هاليفي رئيس الأركان بطريقة غير مباشرة انتقاداً إلى المسئولين فى الحكومة الذين يفكرون في إعفاء شامل من التجنيد العسكرى لليهود المتشددين.’

وأضاف أن ‘طلاب المدارس التلمودية يتراوح أعمارهم بين 18 و 26 عامًا، وللدلالة على الاحتياج لهم فى حرب غزة بسبب ما خسروه فى الأرواح أن حوالي 66 ألف شاب من الطائفة الحريدية حصلوا على إعفاء من الخدمة العسكرية خلال العام الماضي، وهو رقم قياسي خاصة في ظل حالة الحرب التي تعيشها إسرائيل والجبهات المتعددة التي تواجهها مع بعض الجبهات الشعبية للعرب’

ثانيًا: بن غوريون هو الأصل التاريخي لإعفاء مدارس التلمود من التجنيد بسبب المحرقة!

وأوضح الدكتور محمد خفاجي ‘بدأت القصة في فبراير 1948، حيث ناقشت اللجنة التنفيذية لمركز خدمة الشعب اليهودى مسألة تجنيد أعضاء المدرسة الدينية. وفي الاجتماعقال قادة المدارس الدينية إنه يجب تأجيل تجنيد الطلاب على الرغم من الاعتراف بخطورة الوضع وضرورة تعبئة جميع القوى في المستوطنة بحجة حراسة حياة وممتلكات يهود القدس. ‘

وأشار’ يعتبر بن غوريون هو الأصل التاريخى لإعفاء مدارس التلمود من التجنيد, إذ منح بن غوريون فى يناير 1951إعفاءً لـ 400 طالب مدرسة دينية بركيزة من إنه لم يستسلم للحريديم- هؤلاء الطلاب المتدينين – بل استسلم لضميره , ثم ارتفع عدد المستفيدين من الإعفاء إلى 63 ألفاً. واستند إلى المادة 12 من قانون خدمة الأمن، بإعفاء طلاب المدارس الدينية من واجب الخدمة النظامية، وهذا الإعفاء ينطبق فقط على طلاب المدارس الدينية الذين يدرسون التوراة في المدارس الدينية’.

‘وكان هدف بن غوريون حينها من منح إعفاء لـ 400 طالب مدرسة دينية، بسبب الضربة القاسية لما عاناه عالم المدارس الدينية في المحرقة، فضلاً عن الرغبة في التوصل إلى اتفاقات مع القيادة الدينية المتطرفة. لقد مرت أكثر من ستة عقود، وقفز عدد الحاصلين على الإعفاء أكثر من 100 مرة، مما دعا الكنيست فى التفكير إلى مسألة التجنيد.’

ويوضح ‘وهكذا يمكن لليهود المتشددين أن يتجنبوا الخدمة العسكرية إذا خصصوا وقتهم لدراسة النصوص المقدسة لليهودية والتوراة والتلمود، وذلك بموجب قرار يعود تاريخه إلى عام 1948، عندما تم إنشاء دولة إسرائيل , حيث عقد الرئيس الأول لإسرائيل دافيد بن غوريون، هذا الاتفاق مع القادة الحريديين الأوائل، كطريقة لشكرهم على جهودهم في إبقاء دراسة دين التوراه ، في دولة ليبرالية وعلمانية ليتحقق على يديهم حلم أرض الميعاد ‘.

ثالثاً : حكم المحكمة العليا الإسرائيلية دراماتيكيلة عواقب محتملة بعيدة المدى

ويذكر ‘أن حكم المحكمة العليا الإسرائيليةبتعليق تمويل الطلاب اليهود المتشددين الذين يمكنهم الالتحاق بالجيش الإسرائيلييعد دراماتيكياًله عواقب محتملة بعيدة المدى والأحزاب اليهودية المتشددة تهدد بالانسحاب من الائتلافمع انتهاء الإعفاءات من الخدمة العسكرية , وباتت الحكومة الإسرائيلية ملزمة بالتوقف عن دفع رواتب للمدارس الدينية اليهودية المتشددة لطلاب المدارس الدينية الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 26 عامًا الذين كانوا، حتى الآن، معفيين من التجنيد في جيش الدفاع الإسرائيلي.بعد انتهاءصلاحية قانون إعفاء معظم الرجال الحريديم – بالعبرية – من الخدمة العسكرية مع فشلالحكومة في اقتراح بديل لزيادة عدد المجندين بين الرجال الحريديم المؤهلين.’

وأكد الدكتور محمد خفاجي ‘توجد عواقب محتملة بعيدة المدى , إذ يمكن أن يؤدي إلى اشتباكات واسعة النطاق بين السكان الحريديم والشرطة في جميع أنحاء دولة إسرائيل. وهدد حزب ‘يهدوت هتوراة المتحد’ ،الذى يضم مجلس حكماء التوراةمن إنه إذا تم تجنيد طلاب المدارس الدينية، فسوف ينسحب من الإئتلاف. ووصل الحد إلى أن اتهم حزب ‘يهدوت هتوراة’ النظام القضائي الإسرائيلى بإعلان نضال شامل ضد دراسة التوراة، واصفاً الحكم بأنه علامة عار وازدراء.بركيزة أن دولة إسرائيل ظهرت لتكون موطنا للشعب اليهودي وأن توراته توراة حق, وبدون التوراة ليس لهم الحق في الوجود , كما أعترف حزب ‘شاس’ بأن الحكم يمثل سوء معاملة غير مسبوقة لدراسة التوراة في الدولة اليهودية.’

ويسجل ‘ ولا ريب لدينا أن حكم المحكمة العليا الإسرائيلية كشف الغطاء عن خسائر إسرائيل من ضرواة المقاومة الفلسطينية فى ميدان القتال , وما تكبدته قوات الإحتلال من خسائر فى أرواح الجنود وهو ما عبر عنه بالضبط ‘بيني غانتس’وزير حكومة الحرب – ومن المعلوم أن له مكانة عسكرية كبيرة فقد كان وزير دفاع سابق ورئيس سابق للجيش الإسرائيلي–بقوله إن المسألة ليست قيام المحكمة العليا أو المدعية العامة بعملهما بأمانة، بل حاجة إسرائيل للجنود في حرب صعبة، وحاجة المجتمعاليهودى إلى مشاركة الجميع في حق خدمة إسرائيل .’

رابعاً : المحكمة العليا الإسرائيلية ألغت قانون إعفاء دارسي التلمود من التجنيد عام 2012

ويوضح ‘ الإعفاء من الخدمة العسكرية للإسرائيليين المتدينين المتشددين قضية تقسم المجتمع الإسرائيلي في خضم الحرب في قطاع غزة وهى فى ذات الوقت تشكل مشكلة سياسية كبيرة لحكومة نتنياهو , ذلك أن القاعدة العامة أن الخدمة العسكرية إلزامية في إسرائيل، لكن يمكن لليهود المتشددين تجنب الانخراط فى الجندية الإسرائيلية إذا خصصوا وقتهم لدراسة النصوص المقدسة لليهودية، وهو الإعفاء الذي وضعه دافيد بن غوريون بعد إنشاء دولة إسرائيل عام 1948, منذ بداية الإعفاء ل 400 شاب، حتى وصل الاَن ل 66000 فرد تتراوح أعمارهم بين 18 و26 عامًا.’

وأِشار ‘ سبق للمحكمة العليا الإسرائيلية أن قضت بإلغاء القانون الذي يسمح بهذا الإعفاء في عام 2012 ، و طالبت المحكمة حينذاك بقانون جديد، لكن الحكومات المتعاقبة والأحزاب الدينية المتطرفة توصلت إلى اتفاقيات بصفة مؤقتة دون التوصل إلى الاتفاق على إنهاء هذه المعاملة التفضيلية التى لم تعد تتناسب مع نقصان عدد الجنود الإسرائيليين فى ميدان الحرب مع حركة المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة , حيث لا تزال الخدمة العسكرية إلزامية للرجال والنساء فى إسرائيل ، والآن مع الحرب في غزة، أصبحت الحاجة إلى الجنود أكبر. وتم استدعاء ما يصل إلى 287 ألف جندي احتياطي منذ هجمات حماس في 7 أكتوبر2023 ‘.

‘وللدلالة على أهمية الدارسين فى المدارس التلمودية فقد قررت الحكومة الإسرائيلية في مايو 2023الموافقة على ميزانية كبيرة للغاية تبلغ حوالي مليار دولار (3.7 مليار شلن) للمدارس التلمودية. علماً بأن اليهود المتشددينيمثلون نحو 14% من السكان اليهود في إسرائيل، بحسب المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، أي حوالي 1.3 مليون نسمة.ووفقاً للجيش الإسرائيلى فإن حوالي 66 ألف رجل دين متشدد في سن الخدمة معفوون من الخدمة العسكرية. ووفقًا للمسح الديموغرافي الذي أجرته الجامعة العبرية في القدس , فإنه من المتوقع في عام 2025 سيكونون 19٪ من السكان.

خامسًا: الحرب على غزة أبانت افتقار إسرائيل لجيش نظامي كبير كشف عنه حكم القضاء الإسرائيلي

ويذكر ‘ حرب غزة أبانت أن إسرائيل تفتقر إلى جيش نظامي كبير كشف عنه حكم القضاء الإسرائيلى , إذ يسمح الإعفاء للرجال المتدينين في سن القتال بدراسة التوراة في المدارس الدينية التي غالبا ما تحظى بدعم كبير من الحكومة الإسرائيلية. لكن الحرب ضد حركة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة مع خلق جبهات عربية شعبية – على حد التعبير الدقيق للكاتب والأديب الأشهر الشاعر فاروق جويدة ( الحيثيون وحزب الله والصواريخ العراقية ) – خلقت شعوراً جديداً بالإلحاح بشأن المخاوف من قدرة الجيش الإسرائيلى على القتال على جبهات متعددة. ‘

وأضاف ‘وهذا ما أعرب عنه يوني بن مناحيم المحلل السياسي المقيم في إسرائيل، لصحيفة ديسباتش بأن نتيجة الحرب كشفتباعتراف القيادة العسكرية الإسرائيلية أنه ليس لديها ما يكفي من الجنود للقتال على عدة جبهات في نفس الوقت , وأصبحت قوات الاحتلال تواجه مشكلة كبيرة. إذ يفتقر الجيش الإسرائيلي إلى ما لا يقل عن 10 إلى 12 ألف جندي’.

واختتم الدكتور محمد خفاجي، أن يوآف غالانتوزير الدفاع، عضو حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهوقد أعرب عن الحجة الأساسية لإنهاء الإعفاءات الشاملة بأن الجيش يحتاج إلى القوة البشرية فى ميدان المعركة فهى ليست مسألة سياسة، بل مسألة رياضيات، وباتت إسرائيل فى حاجة ماسة إلى جيش نظامي كبير، إزاء تزايد عدد الطلاب المتدينين الذين يتجنبون التجنيد الإجباري , حيث ارتفع عدد طلاب التوراة بنسبة 53% في السنوات الـ 12 الماضية وبزيادة 7.3% في عام 2023 وحده، وفقًا للمعهد الإسرائيلي للديمقراطية (IDI)، ليصل إلى إجمالي 167,500 طالب.

ومن المتوقع أن تنمو هذه الأرقام خاصة أن اليهود المتطرفين هم الفئة السكانية الأسرع نمواً في إسرائيل، إذ توقع المكتب المركزي للإحصاء أن يشكل الحريديم 16% من السكان بحلول نهاية العقد الحالى .مما دعا بيني غانتسعضو الكنيست وعضو مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي وزعيم تحالف الوحدة الوطنية إلى القول بأنه لن يتمكن من النظر في عيون المقاتلين داخل حدود إسرائيل وخارجها، ثم يطلب منهم تمديد خدمتهم !.’

‫0 تعليق

اترك تعليقاً