ما تأثير «مجزرة النصيرات» على جهود الوسطاء؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

شكرا لمتابعتكم خبر عن ما تأثير «مجزرة النصيرات» على جهود الوسطاء؟ والان مع تفاصيل هذا الخبر

وسط حالة ترقب انتظاراً للإعلان عن جولة جديدة من المفاوضات الرامية إلى تحقيق هدنة في غزة بين إسرائيل وحركة «حماس»، ألقت «مجزرة النصيرات» بظلالها على جهود الوسطاء، خصوصاً مع إعلان تل أبيب عن تحرير محتجزين خلال الهجوم، ما عدّه خبراء «تعقيداً» لجهود الوساطة «يربك مسار المفاوضات».ِ

وشنّت إسرائيل، السبت، هجوماً على مخيم النصيرات بقطاع غزة، أعلنت عقبه تحرير 4 محتجزين لدى حركة «حماس»، وأسفر الهجوم عن مقتل 274 شخصاً، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، ما رفع إجمالي ضحايا الحرب على القطاع منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى 37 ألفاً و84 قتيلاً، و84 ألفاً و494 مصاباً.

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، إن «الهجوم الإسرائيلي على مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة يؤكد ضرورة اشتمال أي اتفاق مع إسرائيل على الوقف الدائم للحرب والانسحاب الكامل من القطاع»، بحسب إفادة رسمية للحركة، الأحد، عقب لقاء جمع بين هنية ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان.

وتعمل الولايات المتحدة مع مصر وقطر على إنجاز اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، استناداً لمقترح «إسرائيلي» أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع الماضي، وقال إنه «يتضمن خطة من 3 مراحل تفضي إلى وقف الحرب والإفراج عن الرهائن وإعادة إعمار قطاع غزة».

ويرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة العلوم التطبيقية بالأردن، الدكتور عبد الحكيم القرالة، أن «عملية النصيرات أربكت مسار المفاوضات وخلطت الأوراق»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبحث عن نصر مزعوم جزئي وبسيط، وهو ما تحقق في النصيرات»، مشيراً إلى أن «حجم الفرحة بتحرير المحتجزين الأربعة يعكس مدى الفشل الإسرائيلي في تحقيق أهدافها، خصوصاً مع مئات القتلى الذين سقطوا في هجوم النصيرات».

وأكد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير حسين هريدي أن الجهود الرامية إلى تحقيق هدنة في غزة «تعقدت بعد العملية العسكرية الأخيرة في مخيم النصيرات»، واصفاً تلك العملية بأنها «عملية إسرائيلية – أميركية – بريطانية مشتركة، ولا سيما ما قدمته واشنطن ولندن من معلومات استخباراتية لتل أبيب ساعدت على تنفيذ العملية».

وقال هريدي لـ«الشرق الأوسط» إن «واشنطن تتبنى وجهة النظر الإسرائيلية. وتوقيت زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للمنطقة مرتبط بموعد العملية التي لا بد أن تكون واشنطن على علم بها قبل تنفيذها»، مشيراً إلى أن «نجاح تل أبيب في تحرير رهائن وجّه رسالة للدول العربية وحركة (حماس) والسلطة الفلسطينية بأنه لا سبيل سوى الاستسلام وتنفيذ خريطة الطريق التي أعلنها بايدن، والتي تتضمن مقترحاً إسرائيلياً للهدنة».

وأضاف أن «جولة بلينكن تتعلق إلى جانب الدفع نحو الهدنة بسيناريوهات اليوم التالي في قطاع غزة، وما المطلوب من مصر والأردن في هذا الصدد».

كانت وسائل إعلام أميركية، نقلت عن مصادر لم تسمها، السبت، أن «الولايات المتحدة قدّمت معلومات استخباراتية ساعدت في إنقاذ الرهائن». وقال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، في بيان، السبت: «إن الولايات المتحدة تدعم جميع الجهود الرامية لتأمين إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين عند (حماس)، بما في ذلك المواطنين الأميركيين، وهذا يتضمن مفاوضات مستمرة، ووسائل أخرى»، لم يكشف عنها.

ومن المقرر أن يبدأ وزير الخارجية الأميركي، الاثنين، جولة جديدة في المنطقة، هي الثامنة منذ بدء الحرب في غزة، تشمل إسرائيل ومصر وقطر والأردن، بحسب إفادة رسمية لوزارة الخارجية الأميركية. وتستهدف «بحث مقترح بايدن لوقف إطلاق النار في غزة».

وكثّفت القاهرة تحركاتها من أجل الدفع بالهدنة وحلحلة خلافاتها، وكان مصدر مصري رفيع المستوى قال، الاثنين الماضي، إن «القاهرة تلقت إشارات إيجابية من حركة (حماس) تشير إلى تطلعها لوقف إطلاق النار»، مشيراً إلى «دعوة قيادات (حماس) لزيارة القاهرة ومناقشة التفاصيل كافة»، لكن حتى الآن لم يعلن موعد زيارة وفد الحركة لمصر.

وأكد هريدي أن «الموقف صعب، والوصول إلى اتفاق مرتبط برد فعل (حماس)، ولا سيما أن الفترة الماضية شهدت ضغوطاً على الحركة للقبول بخطة بايدن»، لافتاً إلى أن «نتنياهو منذ البداية يسعى لكسب الوقت، ولديه قناعة أن تحرير الرهائن سيتم عبر القوة العسكرية، وهو ما حققه في العملية الأخيرة»، وتابع: «هجوم النصيرات منح نتنياهو للأسف الشديد شهادة بقدرته على تحقيق ما أعلنه من أهداف تتعلق بتحرير الرهائن والقضاء على (حماس)، وألا تكون غزة مصدر تهديد».

واستطرد: «الوضع صعب ومعقد جداً، وبلينكن سيسعى خلال جولته لاستغلال ذلك وفرض الإملاءات الإسرائيلية مغلفة برسالة أميركية».

من جانبه، أكد القرالة أن «نتنياهو يسعى لإطالة أمد الحرب، ويلوح بالتفاوض لكسب الوقت، لكنه غير جاد في الاتفاق ولا يريد إتمام الصفقة، ويضع العراقيل أمامها». وقال إن «نتنياهو سيسعى لاستغلال عملية النصيرات للضغط على (حماس) لتقديم تنازلات، وهو ما أعلنت الحركة رفضه، مؤكدة تمسكها بعدد من الثوابت، على رأسها وقف دائم للحرب».

وأضاف: «بلا شك ستؤثر العملية على مسار المفاوضات وعلى جهود الوسطاء الرامية لجسر الهوة وتقريب وجهات النظر بين إسرائيل و(حماس)».

‫0 تعليق

اترك تعليقاً