ماذا يحدث لعمالقة التقنية السبعة؟.. الرهانات ما بين الربح والخسارة

حققت أسهم شركات التكنولوجيا العملاقة السبعة والتي تضم كل من إنفيديا، ميتا، امازون، ميكروسوفت، الفابت، ابل وتسلا مكاسب تقدر بنحو 49% خلال العام الماضي، حيث دفعت السوق الأوسع إلى الارتفاع، فيما تباين أداؤها في العام 2024، حيث أظهرت كل من إنفيديا وميتا ارتفاعًا كبيرًا فيما سجلت تيسلا أكبر تراجع هذا العام في مؤشر إس آند بي 500. وهذا يعني وفقًا للمحللين أن المستثمرين بحاجة إلى أن يكونوا أكثر انتقائية مقارنة بالعام الماضي، عندما كان الرهان على الشركات السبعة العملاقة ككل استراتيجية رابحة.

رهانات رابحة

ارتفعت أسهم الشركات السبع – إنفيديا، ميتا، امازون، ميكروسوفت، الفابت، ابل وتسلا – بنسبة 112% في المتوسط في 2023. وكان أداء الشركات الـ 7 هو المحرك الرئيسي لمؤشر اس آند بي 500 حيث اجتاز المستثمرون فترة اتسمت بارتفاع أسعار الفائدة والمخاوف من الركود، بينما استثمروا الأموال في الشركات التي بدت مستعدة لتحقيق أقصى استفادة من الفرص المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

تصحيح مسار

يرى مراقبون أن أسهم الشركات السبعة العملاقة ابرزت تباينا كبيرا الأمر الذي يجعل من الصعب تصنيفها كمجموعة واحدة. مشيرين بحسب موقع “انفستوبيديا” المهتم بفرص الاستثمار وتوجهات الاقتصاد إلى أنه في الوقت الذي تتواصل فيه جهود الذكاء الاصطناعي هذا العام، هناك اختلافا أكبر بكثير بين الأسهم السبعة. تستمر إنفيديا وميتا فقط في تحقيق مكاسب ضخمة، بينما تراجعت آبل وكانت تيسلا أكبر خاسر في مؤشر إس آند بي 500 حتى الآن هذا العام.

وكان متوسط الزيادة في الشركات السبعة لا يزال صحيًا بنسبة 17% في الربع الأول، مقارنة بارتفاع 10% في مؤشر إس آند بي 500، لكن الأداء تباين من زيادة إنفيديا بنسبة 82% إلى انخفاض تسلا بنسبة 30% تقريبًا. وقد تفوق أداء أربعة أسهم فقط على المؤشر حتى الآن هذا العام. إن فكرة أن هذه المجموعة ستحافظ على السوق بشكل موحد لم تعد فكرة سليمة.

وبدلاً من ذلك، يقول المحللون إن الوقت قد حان للمستثمرين للقيام بواجبهم والنظر في أساسيات الشركات التي يختارون الاستثمار فيها. قال دان نايلز، مؤسس ومدير المحفظة في صندوق ساتوري: “في العام الماضي، كان من الممكن أن تكون مستثمرا وتخطئ في الأساسيات تمامًا، ومع ذلك تكسب الكثير من المال” بمجرد المراهنة على أي من الأسهم السبعة المتألقة. “أما في هذا العام، إذا نظرت إلى الأسهم، فالأمر يعود حقًا إلى الشركات التي ارتفعت أرقامها بعد الإعلان عن أرباحها.”

تقييم الأساسيات

يقترح المستشارون والخبراء إلقاء نظرة فاحصة على ما يتم شراؤه بدلاً من الثقة العمياء في الأسهم السبعة للحفاظ على ارتفاع الأسواق. من جانبه قال مايكل أورورك، كبير استراتيجيي السوق في شركة جونز تريدنج، في مقابلة أجريت معه في وقت سابق من هذا الشهر، إن التوقعات المتباينة للشركات الـ 7 أصبحت واضحة منذ أن أعلنت عن الأرباح ربع السنوية. كان لدى كل من إنفيديا وميتا وامازون والفابت وميكروسوفت، تقارير قوية، في حين جاءت تقارير آبل وتيسلا أقل من توقعات السوق. وقال أورورك إن الأداء الأساسي لكل شركة كان “مختلفا بشكل جذري”، مما يجعل من الصعب تصنيفها كمجموعة واحدة.

في ذات الاتجاه مضي نايلز معتبرا إن أحد الأمثلة على كيفية تجاهل السوق للأساسيات في السابق هو شركة أبل. خفض صانع الايفون تقديراته كل ربع سنة من العام الماضي، وما زالت الأسهم تقترب من نمو بنسبة 50٪ لهذا العام. لقد تم تصحيح هذا المسار هذا العام حيث انخفضت شركة آبل بنسبة 11٪ في الربع الأول. فيما واجهت شركة تيسلا، التي شهدت تضاعف سعر سهمها العام الماضي، فترة صعبة بشكل خاص مع تراجع طلب المستهلكين، مما أجبر صانع السيارات الكهربائية على خفض الأسعار في الولايات المتحدة وأماكن أخرى لتحفيز المبيعات، الأمر الذي أدى إلى انخفاض سعر سهمها.

نادي العمالقة

عمالقة التكنولوجيا هم اللاعبون المهيمنون في مجالات التكنولوجيا الخاصة بهم، وهي: التجارة الإلكترونية، الإعلان عبر الإنترنت، الإلكترونيات الاستهلاكية، الحوسبة السحابية، برامج الكمبيوتر، تدفق الوسائط، الذكاء الاصطناعي، المنزل الذكي، السيارات ذاتية القيادة، والشبكات الاجتماعية. هم من بين الشركات العامة الأكثر قيمة على مستوى العالم، كل منها لديها أقصى رسملة سوقية تتراوح من حوالي تريليون دولار إلى أكثر من 3 تريليون دولار. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر من بين أرباب العمل الأكثر شهرة وانتقائية في العالم، وخاصة جوجل.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً