“نايت فرانك”: 79% من المقيمين في السعودية يرغبون امتلاك منزل في المملكة

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

تتصدَّر الرياض قائمة المدن الأكثر استهدافاً لامتلاك المنازل من قِبل المغتربين المقيمين في المملكة، حيث تبلغ النسبة 44%، تليها جدة بنسبة 24%. أما الدمام والمدينة المنورة، فتأتيان في المركز الثالث بنسبة 11% لكل منهما.

أجرت نايت فرانك استطلاعاً لآراء 241 مغترباً في المملكة العربية السعودية لفهم مواقفهم وتطلعاتهم ورغباتهم فيما يتعلق بالاستثمار العقاري في المملكة. 56% من هذه المجموعة يقيمون في المملكة منذ أكثر من 10 سنوات، بينما يعمل 76% من المشاركين في القطاع الخاص.

تأتي هذه النتائج في أعقاب الإعلان الذي أصدرته الحكومة في شهر يناير عن خيارات الإقامة المميزة الجديدة، بما في ذلك التأشيرة المرتبطة بملكية العقارات.

وقال فيصل دوراني، الشريك – رئيس قسم الأبحاث في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “من المتوقع أن تسهم تأشيرة الإقامة المميزة الجديدة المرتبطة بملكية العقارات في تلبية الطلب المنتظر على شراء العقارات من قِبَل المغتربين الذين كانوا يترقبون الفرصة لفترة طويلة.

يُشترط للحصول على تأشيرة الإقامة المميزة أن تكون قيمة العقار 4 ملايين ريال سعودي، إلا أن 9% فقط من الوافدين على استعداد لإنفاق مبلغ يتجاوز 3.5 مليون ريال سعودي”.

بالرغم من أن هذا الطلب الذي لم يتم الكشف عنه بعد قد يكون بمثابة محفز للمطورين، إلا أن الاتجاه لدى المغتربين يبدو ثابتاً. حيث يرغب 26% فقط في إجراء المعاملات هذا العام، بينما يُفضل الجزء الأكبر منهم، أي 44%، الانتظار لفترة تتراوح بين 12 إلى 24 شهراً قبل الشراء.

يمكن أن يُرجع هذا السلوك إلى الارتفاع الكبير في أسعار المنازل المسجل في جميع أنحاء المملكة خلال السنوات الثلاث الماضية، مما يدفع الكثيرين إلى اتباع استراتيجية الانتظار والترقب. ومن المرجح أن يصب هذا الاتجاه في صالح المطورين، الذين يتسابقون لتسليم أكثر من 660 ألف منزل تم الإعلان عنها منذ عام 2016، خاصة مع تفضيل 63% من المغتربين لشراء عقار جاهز للتسليم بدلاً من عقار قيد الإنشاء.

يظهر 75% من المغتربين استعدادهم لتخصيص مبالغ أقل من 1.5 مليون ريال سعودي لشراء عقار محتمل في المملكة، في حين أن حوالي 40% غير مستعدين لإنفاق أكثر من 750,000 ريال سعودي.

يُعتبر هذا بالتأكيد أحد العوامل الرئيسية التي يأخذ بها المطورون في الاعتبار في السوق، حيث تتراوح أسعار العقارات في مدن مثل الرياض من 800,000 ريال سعودي لشقة مكونة من غرفتي نوم (700,000 ريال سعودي في جدة) وترتفع إلى 2.7 مليون ريال سعودي للفيلا المكونة من ثلاث غرف نوم (2.8 مليون ريال سعودي في جدة).)

وفقاً لتقرير نايت فرانك، شهد السوق العقاري السكني في المملكة العربية السعودية نمواً كبيراً في الأسعار خلال السنوات الثلاث الماضية.

حيث ارتفعت أسعار الشقق إلى 5150 ريال سعودي للمتر المربع، والفلل إلى 4900 ريال سعودي للمتر المربع في الرياض، ووصلت إلى مستويات قياسية، حيث بلغت نسبة الزيادة 26% و21% على التوالي فوق الذروة التي سجلت في عام 2016، وذلك بفعل الطلب الاستثنائي.

شهد الطلب المحلي المتزايد تحقيق هدف الحكومة لتملك المنازل بنسبة 70% بحلول عام 2030، (يصل حالياً إلى نسبة 60%). تم تحقيق ذلك من خلال مجموعة شاملة من برامج الرهن العقاري الداعمة، التي ساهمت في تعزيز عملية التحول من الإيجار إلى التملك.

ومع زيادة الطلب بشكل استثنائي، زادت التحديات المتعلقة بقدرة الأفراد على تحمل التكاليف، مما أثر على نشاط المعاملات بشكل عام، وفقاً لما ذكرته نايت فرانك.

بناءً على التقارير الإعلامية واسعة النطاق التي تناولت النمو القوي في أسعار العقارات في مختلف مناطق المملكة خلال السنوات الثلاث الماضية، تشير نايت فرانك أنه ليس من المستغرب أن يعتبر (57%) من الوافدين الأجانب أن الدافع الرئيسي وراء رغبتهم في شراء منزل ينبع من كونه “خياراً استثمارياً جيداً”. يتبعها رغبتهم في العيش بالقرب من مكان عملهم (35%)، تليها ب (29%) من الأسباب الثقافية والدينية.

وفقاً لبحث نايت فرانك، يخطط 84% من المغتربين لشراء عقار للاستخدام الشخصي، حيث يعتزم 46% استخدام ممتلكاتهم كمسكن رئيسي، ويرغب 39% في شراء منزل لعائلاتهم. بالإضافة إلى 51% من المغتربين الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و45 عاماً الذين سيستخدمون العقار كمقر إقامة رئيسي.

كما أظهر تقرير الوجهة السعودية أن معظم الوافدين يفضلون العيش في شقة عندما يتعلق الأمر بتفضيلات حجم المنزل في المملكة.

أوضح هارمن دي يونج، الشريك الإقليمي ورئيس قسم الاستشارات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “على الرغم من توجه الثلثين من المواطنين السعوديين نحو شراء الفلل، إلا أن 68% من المغتربين المشمولين في الاستطلاع يفضلون امتلاك الشقق، وهو ما يرتفع إلى 74% و73% بين الفئات العمرية 35-45 و45-55 عاماً على التوالي”.

” من المحتمل أن يرجع ذلك إلى عدة عوامل، منها التكلفة الأقل عند شراء الشقق مقارنة بالفلل، بالإضافة إلى وجود تقارب ثقافي أقوى لدى المواطنين السعوديين تجاه امتلاك منازل عائلية مستقلة والعيش فيها.

يرغب 29% من الوافدين الذين تزيد رواتبهم عن 40,000 ريال سعودي شهرياً في شراء منزل كبير مكون من 5 غرف نوم أو أكثر مقابل مبلغ يتراوح بين 1.5 إلى 2.5 مليون ريال سعودي. وبزيادة متوسط أسعار الفلل المكونة من 5 غرف نوم في الرياض إلى أكثر من 3 ملايين ريال سعودي في الوقت الحالي، يبرز هذا الفارق بين التطلعات والواقع، مما قد يلمح إلى الحد الأقصى الذي قد تكون بعض الأسر الأكثر ثراءً على استعداد لدفعه.

وعلى الرغم من أن المغتربين في المملكة أبدوا اهتماماً عالياً بامتلاك منزل (79%)، إلا أنه تم رفع العديد من العلامات الحمراء فيما يتعلق ببعض المرافق المجتمعية، والتي من دونها قد تتناقص الرغبة في الشراء بشكل كبير.

وتتمثل أهم ثلاث ميزات مطلوبة عند التفكير في شراء منزل في مجتمع سكني في الأساسيات في الموقع (مثل السوبر ماركت، والعيادة، وخدمات التنظيف الجاف) بنسبة 33%، تليها خدمات الإدارة (مثل الصيانة، والأمن، والاستقبال) بنسبة 30%، ومرافق النقل (مثل وسائل التخزين، ومواقف السيارات المخصصة، والوصول إلى وسائل النقل العام) بنسبة 27%.

واختتم دي يونج قائلاً: “تتغير ديناميكية السوق السكنية في المملكة، حيث يطالب الشباب السعودي والمغتربون الآن بإمكانية أكبر للوصول إلى الحياة المجتمعية. ومع ذلك، لا تزال العديد من المدن في جميع أنحاء البلاد تعاني من نقص نسبي في هذا الصدد”..

‫0 تعليق

اترك تعليقاً