هل ستتغير خريطة النفط.. وكيف ستتأثر مصر من ذلك؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

شكرا على قرائتكم خبر عن هل ستتغير خريطة النفط.. وكيف ستتأثر مصر من ذلك؟

تلعب التوترات الجيوسياسية والصراعات الإقليمية دورًا هامًا في إعادة تشكيل خريطة النفط العالمية.

فمع الحرب في أوكرانيا أدت إلى فرض عقوبات على روسيا، ممّا أثر على صادراتها من النفط والغاز، وفتح المجال أمام دول أخرى لزيادة حصتها في السوق،والان في ظل احداث منطقة الشرق الأوسط والعدوان الإسرائيلي علي غزة والذي تزامن معه ضربات إيرانية في قلب اسرائيل بدأت التخوفات بشأن إمدادات النفط والغاز الطبيعي من الشرق للغرب

قال المهندس مدحت يوسف نائب رئيس هيئة البترول الأسبق ،ان

احتياطات دول الخليج العربي تبلغ ما يوازي ٥١٪ من احتياطيات النفط علي مستوي دول العالم أجمع.

وأوضح أن السعودية هي الدولة الأولي في المنطقة باحتياطي يبلغ ١٨٪ تقريبا من احتياطي العالم أجمع ،كما يبلغ انتاج دول المنطقة ما يوازي 32 % من إجمالي إنتاج دول العالم من النفط .

واضاف يوسف أن دول العالم حاليا لديها أنماط توريد تعتمد علي مدي احتياج الدول المستوردة مع الدول المصدرة فعلي سبيل المثال تعتبر دول شرق آسيا مثل الصين واليابان وكوريا والهند تعتمد علي الخام القادم من دول الخليج العربي لقرب المسافة توفيرا للنفقات النقل البحري المكلفة..

واضاف إن انقطاع إمدادات النفط القادم من الخليج العربي بالذات ولو لفترات قصيرة يمثل تهديد خطير علي توفير الطاقه لتشغيل المصانع وحركة المواصلات البرية والبحرية والجوية وتوليد الكهرباء وهذا تهديد مباشر لدول عظمي مثل الصين واليابان والهند لعدم توافر البدائل فكميات الخام المتوفرة لدي بعض دول أوبك بلس من جراء تخفيض الإنتاج من النفط للحفاظ علي مستويات سعرية مناسبة للنفط لا تستطيع أن تلبي النقص في إمدادات النفط القادم من الخليج العربي كما أن دول الخليج هي من تتزعم خفض إنتاجها النفطي كونها تمثل زعامة تحالف أوبك بلس ..

واشار أنه هنا نأتي لروسيا والتي لديها فائض كبير من النفط نتيجة الإجراءات الاحترازية التي تتزعمها امريكا وحلفاؤها الغربيين من واقع الحرب الروسية الأوكرانية وبالتالي فإن اللجوء للنفط الروسي أن يكون هو الحل مع عدم كفايته كبديل للخام القادم من الخليج العربي.

وأكد يوسف أن الغاز الطبيعي لا يستطيع أن يصبح بديلا للنفط ومنتجاته البترولية وكالبنزين والديزل والبوتاجاز ووقود النفاثات والمازوت والاسفلت في استخدامات كثيرة لطبيعته الغازية ولعدم توافر البنية التحتية اللازمة للاعتماد الكامل عليها لدي معظم دول العالم .

موكدا أن الطاقة الجديدة والمتجددة لم تبث حتي الآن جدواها كبديل قوي أمام النفط أو الغاز الطبيعي ولكنه يساهم لحدود صغيرة في منظومة الطاقة عالميا..

موكدا إن أوربا والولايات المتحدة الأمريكية يستطيعوا الحفاظ علي توافر إمدادات الطاقة لديهم لامدادات أمريكية كبيرة من النفط تسطيع بها دول اوربا وامريكا من تسيير الحياة بشكل طبيعي وما دونهم ستحدث لهم صدمة كبيرة مزعجة إلا بإعادة الحياة لهذا المجري الملاحي الحيوي وعودة الأمور الي طبيعتها ..

وكشف أن مصر ستتأثر بشكل مباشر فمعظم واردات مصر من النفط قادمة من الخليج العربي عن طريق الكويت والسعودية والعراق والامر مردودة الي ارتفاع قياسي لأسعار النفط عالميا بما يتعدي المألوف والسابق حدوثه كما حدث عام ٢٠٠٨ عندما تجاوز سعر خام برنت القياسي ١٥٠ دولار للبرميل .

ومن جانبه قال د.رمزي الجرم الخبير الاقتصادي ،أن التوترات الجيوسياسية والنزاعات المسلحة التي تشهدها المنطقة ، خصوصا بعد زيادة التوتر بين إيران واسرائيل والضربات المتتالية من كلا الجانبين للجانب الآخر، تلقي بظلالها على الأسواق المالية في كافة الاقتصادات العالمية على اختلاف ايديولوجيتها الاقتصادية والسياسية.

وأوضح أنها سيكون لها تداعيات سلبية وكارثية على الاقتصاد المصري بشكل خاص، على خلفية تعطل سلاسل الإمداد العالمية، والذي يدفع بارتفاع اسعار النفط والحبوب الغذائية والزراعية، وهذا التطور له تأثير سلبي على زيادة فاتورة الاستيراد ، خصوصا اذا ما علمنا ان مصر تستورد اكثر من 60٪ من احتياجاتها من السلع الغذائية الاساسية ومستلزمات الانتاج من الخارج.

موضحا الي حدوث فجوة واسعة في النقص الشديد والحاد من موارد النقد الأجنبي بشكل كبير للغاية.

واضاف أن هذا يضغط يشكل مباشر على إرتفاع معدلات التضخم المرتفعة في الاساس ، مما يؤثر على الأحوال المعيشية لكثير من الطبقات ،وبشكل خاص الطبقات الاكثر احتياجا، فضلا عن إنخفاض حصيلة موارد النقد الأجنبي والمتمثل في رسوم المرور في المجرى المائي لقناة السويس ، والذي يُعد موردا رئيسيا من موارد النقد الأجنبي ، مما يعزز حدة الأزمة بشكل غير مسبوق، بالاضافة الى التداعيات السلبية العديدة على الاقتصاد العالمي، والمتمثل في زيادة تكاليف الشحن والتأمين الخاصة بالسفن التي كانت تُبحر في البحر الاحمر وقناة السويس، وغيرت اتجاهاتها عند طريق رأس الرجاء الصالح، والذي يعد الاطول؛ بل وتتكبد السفن نفقات باهظة جراء التأخير في عرض البحر ، واحتمالية فساد السلع كثير من السلع الغذائية، هذا بخلاف زيادة نفقات التأمين والشحن.

واضاف أنه ومع تزايد حدة التوترات والنزاعات المسلحة المحيطة بالمنطقة العربية يشكل عام ، ومصر بشكل خاص، فمن المتصور ان تتعطل الإمدادات النفطية من المنطقة الى دول الاتحاد الاوروبي وغيرها من الدول التي أصبحت بحاجة ماسة للنفط العربي ، بعد حزمة العقوبات المفروضة على روسيا ، والتي كان أهمها حظر استيراد النفط والغاز الروسي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الاوربي، فضلا عن توقع إرتفاع أسعار النفط والغاز الطبيعي عالميا، والذي سوف يدفع معدلات التضخم للارتفاع بشكل غير مسبوق، وهذا التطور سوف يكون له تداعيات سلبية على كافة الأطراف.

مضيفا أنه رغم ارتفاع أسعار النفط وتحقيق وفورات مالية للدول المُصدرة، الا ان هذه الوفورات سوف تتبدد في استيراد السلع الغذائية ومستلزمات الانتاج بأسعار محملة بارقام التضخم من الخارج، الذي ارتفع نتيجة إرتفاع أسعار النفط العالمية، من منطلق خفض الإمدادات النفطية من المنطقة الغربية إلى دول الاتحاد الاوروبي.

وأشار أنه على جانب اخر، فإن التوترات الجيوسياسية والنزاعات المسلحة ، من المتوقع ان تدفع ذلك بأسعار الذهب نحو الإرتفاع بشكل غير مسبوق ، على خلفية ان المعدن النفيس هو الملاذ الأمن وقت الازمات من قِبل المستثمرين الدوليين ، مما يشل حركة التجارة العالمية ويخلق شكل من اشكال الركود التضخمي، فضلا عن وجود توقعات بقيام الفيدرالي الأمريكي برفع اسعار الفائدة على الإيداع والإقراض في الاجتماع المقرر في نهاية الشهر الجاري ، والذي سوف يؤدي إلى نزوح المزيد من الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة في ادوات الدين الحكومية خارج الكثير من الاقتصادات العالمية وبشكل خاص الاقتصادات الناشئة، ومن بينها الاقتصاد المصري، والذي سيؤدي الى إرتفاع أسعار الدولار امام الجنيه المصري، وما يؤدي ذلك إلى عجز في صافي الأرصدة بالعملات الأجنبية لدى مصر يشكل ملحوظ، والعديد من المشاكل التي تتمخض عن تلك الأزمة.

مشيرا إلي إرتفاع معدلات التضخم المرتفعة أساسا، والتي ستنتج عن خفض الإمدادات النفطية من المنطقة العربية ،ستدفع الفيدرالي الأمريكي الى التمادي في رفع اسعار الفائدة على الإيداع والإقراض، وهذا سيلحق العديد من التداعيات السلبية على كافة الاقتصادات العالمية، وبشكل خاص طائفة الاقتصادات ، نتيجة خروج المزيد من الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة في ادوات الدين الحكومية، كما حدث في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2022، بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، مما سيؤدي إلى عودة سوق الصرف الأجنبي لعدم الاستقرار من جديد ،حتى في ظل وجود موارد نقد اجنبي، من صفقة رأس الحكمة.

ارتفاع كبير فى اسعار النفط عقب الهجوم على ايران

وتري هنا علي الباحثة في قطاع الطاقة أنه

قفزت أسعار النفط والذهب بعد أن قال مسؤولون أمريكيون إن صاروخا إسرائيليا ضرب إيران.

وارتفع سعر خام برنت إلى أكثر من 90 دولارا للبرميل بعد أن أفادت تقارير بأن إسرائيل شنت هجوما على إيران، قبل أن يتراجع عندما قللت إيران من خطورة الهجوم.

وكانت أسعار النفط قد قفزت بنسبة تصل إلى 3.5 في المئة في البداية، لكن خام برنت تراجع بعد ذلك إلى 87 دولارا للبرميل بعد أن زعمت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية أن محافظة أصفهان حيث وقعت الانفجارات، بحسب تقارير إعلامية، لم تتعرض لأي “أضرار”.

.

وهناك مخاوف من أن يؤدي تفاقم الصراع في الشرق الأوسط إلى تعطيل إمدادات النفط.

وتعد إيران سابع أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم، وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، وثالث أكبر عضو في منظمة أوبك.

وقالت خبيرة سوق الطاقة، فاندانا هاري، التي تعمل في شركة فاندا إنسايتس، إن الارتفاع الأولي في أسعار النفط كان “رد فعل غير محسوب لمخاوف تجدد تصعيد الحرب بين إسرائيل وإيران”.

وأضافت: “ما تؤكده الأحداث الأخيرة هو تزايد الهشاشة والتقلبات في الوضع في الشرق الأوسط”.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً