3 عوامل تتحكم في اتجاه أسعار الذهب الأشهر المقبلة

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

رهن محللون لـ”مال”، عودة أسعار الذهب العالمية لأعلى مستوى له على الإطلاق الواقع عند 2431.29 دولار للأونصة الواحدة خلال الأشهر المقبلة بوجود 3 عوامل في مقدمتها التأكيدات بشأن خفض أسعار الفائدة لمرتين أو أكثر هذا العام من قبل الفيدرالي وذلك بعد تباطؤ التضخم وسوق العمل، إضافة استمرار الطلب القوي من جانب الصين كأبرز البنوك المركزية المالكة لاحتياطي ذهب بالعام، واستمرار حالة عدم اليقين المرتبطة بالاقتصاد الكلي وبالوضع الجيوسياسي لاسيما بخصوص الأزمة بين إيران وإسرائيل والتي تأججت مؤخرًا.

محطات هامة

مؤخراً، هدأت وتيرة صعود المعدن الأصفر عالميا منذ 12 أبري الجاري والتي بلغ حينها أعلى مستوى على الإطلاق والواقع عند 2431.29 دولار للأونصة الواحدة وذلك بعد تسجيلها أكبر خسارة يومية منذ ما يقرب من عامين مع انخفاض المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط وانتظار المستثمرين للإعلان عن مزيد من البيانات الاقتصادية الأمريكية التي تعطي دلالات على اتجاه أسعار الفائدة في الفترة المقبلة.

وأسعار الذهب العالمية عبر مسيرتها منذ أكتوبر الماضي وحتى 12 أبريل الجاري كانت مرت بمحطات هامة حيث نجحت في تحقيق مكاسب تقارب 10% الشهر الماضي ما يوازي 400 دولار للأونصة الواحدة.

ووصلت نسبة الصعود بأسعار المعدن الأصفر منذ بداية هذا العام وحتى تاريخه حوالي 15%. وأما منذ أكتوبر 2023 وحتى نهاية الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار الذهب بحوالي 25%.

3 عوامل رئيسية

واستطاعت أسعار الذهب من الاستفادة من 3 عوامل رئيسية خلال الفترة الممتدة منذ أكتوبر الماضي وحتى منتصف الشهر الجاري تقريبًا في مقدمتها تزايد التوقعات من اقتراب الفيدرالي الأمريكي من خفض معدلات الفائدة والذي جاء بالتزامن مع إشارة البنوك المركزية إلى نهاية دورة التشديد النقدي وسط تباطؤ التضخم من ذروته المسجلة في 2022، إضافة للاتجاه القوي للبنوك المركزية لحيازة الذهب.

وأما العامل الثاني فكان له الفضل الرئيسي في ملامسته أعلى مستوياته على الإطلاق وهو التهاب الأوضاع الجيوسياسية بمنطقة الشرق الأوسط بين إيران وإسرائيل.

والعامل الثالث عالمياً، تشير البيانات الصادرة عن بنك الشعب الصيني، إلى أن البلاد عززت في شهر مارس الماضي احتياطياتها من المعدن النفيس للشهر الـ 17 على التوالي، في موجة شراء طويلة، أسهمت بدورها بشكل أو بآخر في ارتفاعات المعدن النفيس وبلوغه مستويات قياسية أخيراً. وكانت البنوك المركزية اشترت  1037 طنًا من الذهب في عام 2023، ما يقل قليلاً عن المشتريات القياسية في 2022.

إشارة مثيرة 

ولكن خلال مسيرة الذهب في الفترة الماضية كانت هناك إشارة مثيرة وهي تمكنه من الارتفاع رغم قوة الدولار والذي ظل مؤشره الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من ست عملات رئيسية مرتفعاً بنحو 5% منذ بداية العام.

بدوره، أكد محمد حشاد، رئيس قسم الأبحاث والتطوير في نور كابيتال وعضو الجمعية الأمريكية للمحللين الفنيين، أن المعدن الأصفر يظل هو الملاذ الآمن التقليدي لكل العناصر المكونة للأسواق، سواء الأشخاص والمؤسسات علاوة على عمليات الشراء من قبل البنوك المركزية والصناديق التي تزيد من التدفقات النقدية الواردة لسوق الذهب.

وأوضح أن تعزيز الصين من ارتفاع أسعار الذهب بمواصلة شراء كميات كبيرة للشهر السابع عشر على التوالي لتضيف إلى الإحتياطي الخاص بها ما يقرب من 160 الف أونصة هدفه الرئيسي تنويع الإحتياطي النقدي لديها في محاولة لتجنب ضعف قيمة عملتها المحلية.

وأشار إلى أن الأسعار الحالية تظهر في السوق استعداد البنك المركزي الأمريكي للبدء في دورة من خفض أسعار الفائدة في سبتمبر بدلاً من خفضها في شهر يونيو المقبل، وذلك في ظل استقرار في معدل التضخم نسبياً . وأكد أن هذا التوجه يعزز ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، مما يعمل على تعزيز الطلب على الدولار الأمريكي على حساب المعدن الأصفر.

وذكر أن  المتداولون  ينتظرون إصدارات البيانات الرئيسية الأمريكية لهذا الأسبوع – وأبرزها تقرير الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول وتشير التوقعات إلى تسجيل 2.5% ومؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) – للحصول على إشارات و دلائل حول مسار خفض سعر الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي قبل اتخاذ قرارات تداول جديدة بشأن زوج الذهب/الدولار.

من جانبه، ذكر كبير استراتيجيي الأسواق في أوربكس مصر، عاصم منصور،  أنه في حال تصاعد الصراع في الشرق الأوسط، فإن أسعار الذهب قد ترتفع إلى ما بين 2500 و2600 دولار للأوقية، بينما إذا تحول الوضع إلى الهدوء، فإن المعدن قد يتراجع إلى 2200 دولار. وأكد أن كيفية تطور التوترات الجيوسياسية خلال الفترة المقبلة ومسار السياسة النقدية عاملًا مؤثرًا في اتجاه المعدن الأصفر خلال الفترة القادمة.

فيما يرى محللو “ساكسو بنك” وفقا لمذكرة بحثية صادرة مؤخراً، أن هناك إشارات على تباطؤ الاتجاه الصاعد للذهب مؤخرًا، ما قد يهدد بنهاية الارتفاع، مشيرا إلى أنه في حال اختراق الذهب مستويات 2432 دولارا للأوقية، فإنه سيكون مرشحا للارتفاع قرب مستويات 2500 دولار.

لكن أشار البنك في مذكرته إلى أنه على الجانب الآخر، قد يؤدي هبوط الذهب أدنى 2319 دولارا إلى عمليات بيع مكثقة على المعدن النفيس، ما قد يدفع السعر للهبوط على المدى القصير صوب مستويات 2260 و2255 دولارا.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً