حيلة جديدة للطعن في السيد البدوي وهناك مبالغة في نسج الأساطير حول الأولياء

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

شكرا على متابعتكم خبر عن حيلة جديدة للطعن في السيد البدوي وهناك مبالغة في نسج الأساطير حول الأولياء والان مع التفاصيل


الجمعة 26/أبريل/2024 – 07:05 م

علق الدكتور محمد إبراهيم العشماوي، أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الأزهر الشريف، على تصريحات الإعلامية ريهام عياد بشأن السيد البدوي، والتي تحدثت خلالها عن بعض الكرامات التي يرويها البعض عنه.

وقالت ريهام عياد، خلال مقطع فيديو: هل السيد البدوي كان له كرامات ولا دي كلها خرافات؟، مضيفة: السيد البدو معشوق المصريين وخاصة الطنطاوية، وفيه ناس مقتنعة إنه ولي من أولياء الله الصالحين وله كرامات، وناس تانية مش عارفة هو مين وليه له ضريح في طنطا.

بعد تصريحات ريهام عياد.. أزهري: حيلة جديدة للطعن في السيد البدوي وهناك مبالغة في نسج الأساطير حول الأولياء

وأضافت ريهام عياد: هو من فاس بالمغرب، ولما والده أراد الذهاب بالأسرة للحج، الموضوع مش سهل، وهما في الطريق عدوا على مصر وقعدوا فيها قرابة الـ5 سنين، ما يؤكد أنه ليس شيعيا كما يقول البعض، لأنهم في مصر كانوا لسه مخلصين على الشيعية، وبعدين سافروا مكة وتعلم الدين على مذهب الشافعي، وهو كان له حاجات غريبة محدش عرف لها تفسير ومنها إنه لافح وشه، الراجل الملثم، واختلفت الأقاويل حول السبب.

وتعليقا على الفيديو المتداول عن السيد البدوي، قال أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الأزهر الشريف: 

  • – أولا: عشرات الناس أرسلوا إليَّ هذا الفيديو للتعليق عليه، خصوصا المنتسبون إلى التصوف، وهذا دليل على أن العلماء هم مفزع الناس عند الملمَّات، وإن كان الأولى في مثل هذا أن يُرسل إلى الجهة المختصة، وهي مشيخة الطرق الصوفية، التي لم نجد لها أي تعليق على شيء من هذا النوع.
  • – ثانيا: هذه حيلة جديدة للطعن في السيد أحمد البدوي، بعد أن تبين أن طعن الوهابية فيه ناشئ عن عداوة وبغض للتصوف من الأساس، فجيء بامرأة يبدو من ظاهرها أنها امرأة عادية؛ لتتكلم عن السيد البدوي بكلام تاريخي يبدو من ظاهره أنه محايد.
  • – ثالثا: ذكرت المرأة في هذا المقطع ما يفيد أنها تستند إلى التاريخ، والمؤرخ لا يعلق على الأحداث، وإنما يرويها فحسب، فتعليقها يفصح عن نيتها.
  • – رابعا: ما ذكرتْه من المعلومات التاريخية معظمه صحيح من جهة التوثيق، ومن جهة المعنى أيضا، ونظرا لقصور علمها بعلوم الشريعة كغيرها من العوام؛ فإنها تستبعد الأمور بعقلها، فكرامات الأولياء ثابتة بالكتاب والسنة والواقع التاريخي، وهي من جنس معجزات الأنبياء، وكل ما كان معجزة لنبي جاز أن يكون كرامة لولي، وهذه عقيدة أهل السنة والجماعة، ومجرد الاستبعاد العقلي لا يصلح معيارا في تقرير العقائد، بل كلمة العلم هي المقدَّمة.
  • – خامسا: نحن معها في أن جمهور المتصوفة يبالغون في نسج الأساطير حول الأولياء، مما يستدعي الإنكار عليهم، على أن بعض هذه المبالغات التي ذكرت في الكتب؛ هي غالبا ناشئة عن الوهم أو الخيال أو اتباع العقل الجمعي، ثم نقلها الآخر عن الأول، وقد تكون مما دس في الكتب، لا سيما كتب الشعراني؛ فهو قد صرح بذلك، فلعل قصة الأسير الذي رآه الشعراني مقيدا، وإقصاء ابن دقيق العيد إلى مجاهل الأرض ونصيحة الخضر له باسترضاء السيد البدوي؛ مما دس على الشعراني، ولعله وهم فيها، وتبع فيها العقل الجمعي وما يتناقله العوام، والمعروف عن الشعراني أنه إمام من أئمة الشريعة قبل أن يكون إماما من أئمة التصوف، وكنت قد عرضت فكرة تحرير كتب الشعراني وتهذيبها، بعد حذف ما لا يلائم العقول ويستدعي الإنكار منها.
  • – سادسا: ما ذكرتْه من أن أحدا لم يترجم له من معاصريه؛ قد شرحنا سببه في منشورات أخرى، وهو أن إقامته في طنطا تلك القرية المجهولة آنذاك؛ كانت سببا في بعده عن أنظار المؤرخين، كما أنه اشتهر أكثر بعد وفاته، على يد خليفته سيدي عبد العال، وعلى كلام أتباعه اعتمد المؤرخون، ثم إني وجدت من ترجم له، وذكره بالولاية والصلاح في حياته، وبعد وفاته بقليل، وهو السيد عز الدين أحمد الصياد الرفاعي الحسيني، المتوفى سنة 670، أي أن وفاته كانت قبل وفاة سيدي أحمد البدوي بخمس سنين؛ لأن سيدي أحمد تُوُفِّيَ سنة 675، فهو معاصر له، بل مات قبله، وذلك في كتابه (المعارف المحمدية في الوظائف الأحمدية) – وهو مطبوع لمن أراد أن يتحقق من كلامي – يصفه فيه بالولي الصالح العارف السيد، وينسبه حسينيا مغربيا، وفيه أن سيدي أحمد البدوي كان يقرض الشعر، فيضاف ذلك إلى علومه ومعارفه ومناقبه، ويثبت أن اجتماعه بسيدي أحمد الرفاعي كان اجتماعا روحيا، لا جسديا؛ لأن السيد أحمد الرفاعي تُوُفِّيَ قبله بكثير، سنة 578، ووُلد السيد سنة 596، فلم يدركه، وهو ما سبقنا إليه المُناوي في (طبقات الصوفية)، وهو تأويل متعيِّن؛ لبُعْدِ ما بين زمانيهما.
  • – سابعا: تصرف المسلم بناء على رؤيا منامية يراها صادقة؛ لا مانع منه شرعا، لا سيما إن كان صالحا، والرؤيا الصالحة من بقايا النبوة، كما في حديث الصحيحين، وفي كتاب (الروح) لابن القيم السلفي الحنبلي عجائب من هذا النوع، ولا يزال المسلمون إلى يومنا هذا يعتمدون على الرؤى المنامية في بعض أمور حياتهم.
  • – ثامنا: خطأ المرأة في نطق اسم الشيخ (زرُّوق) لتنطقه (رزُّوق) يدل على جهلها بالمصادر العلمية، وأنها ليست من أهل العلم، وإنما كُتب لها ذلك، فلم تحسن نطقه، فإذا كان هذا حالها فكيف يؤخذ منها علم فضلا عن اعتقاد؟.
  • – تاسعا: ختمت المرأة حديثها برفع شعار الكتاب والسنة، الشعار الذي ترفعه الوهابية، وهو شعار صحيح، لكنه ناقص؛ لأن مصادر التشريع لا تنحصر في الكتاب والسنة، كما يعرف ذلك طالب الفرقة الأولى في كلية الشريعة، على أننا نواجهها بنفس الشعار، فنقول لها: وهل الكتاب والسنة يدعوان المرأة المسلمة إلى التبرج والسفور؟، وعلى الحريصين على دينهم جدا من المخالفات الشرعية التي تحدث عند السيد البدوي؛ أن يمتنعوا عن مشاهدة هذا الفيديو؛ لما فيه من حرمة النظر شرعا إلى امرأة متبرجة، فهذه مخالفة وتلك مخالفة.
  • – عاشرا: ختمت المرأة حديثها أيضا بما يفيد أن السيد البدوي رجل صالح، ولا نزاع في هذا، إنما النزاع في المبالغات والأساطير التي يقوم بها المتصوفة والدراويش، سواء عند الحديث عنه، أو عند زيارة قبره، ونحن معها في ذلك، ولا عزاء لمن يريدون إسقاطه جملة، ويتخذون من هذا الفيديو ذريعة إلى ذلك، فختام كلام المرأة يصفعهم على وجوههم، وبالله التوفيق.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً