مخاوف اتساع نطاق الحرب تستنفر جهود الوسطاء

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

شكرا لمتابعتكم خبر عن مخاوف اتساع نطاق الحرب تستنفر جهود الوسطاء والان مع تفاصيل هذا الخبر

جهود مكثفة للوسطاء في مفاوضات هدنة غزة، لإنجاز اتفاق بـ«أسرع وقت ممكن»، جراء مخاوف من اندلاع اتساع نطاق الحرب، في ظل تصعيد يزداد على الحدود الإسرائيلية – اللبنانية.

ووفق دبلوماسيين وسياسيين من مصر والأردن ولبنان، في أحاديث مع «الشرق الأوسط»، فإن تلك المخاوف المحتملة «استنفرت جهود الوسطاء في محاولة لإحداث اختراق في الموقف الإسرائيلي، الذي لن يتمكن من نيل موافقة أميركية في إشعال حرب جديدة بجبهة لبنان».

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، حذر الجمعة، من أن «شعوب المنطقة والعالم لا يمكنها تحمل أن يصبح لبنان غزة أخرى».

وجاء تحذير غوتيريش، تزامناً مع تصريحات لرئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أكد خلالها أن «وقف إطلاق النار الفوري في غزة السبيل الوحيد للحد من التصعيد على كل الجبهات»، لافتاً إلى «مواصلة الوسطاء جهودهم دون توقف من أجل التوصل إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن».

شاركه الرأي وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، الذي كان بجواره في مؤتمر صحافي بمدريد، قائلاً: «نعمل مع شركائنا على خفض التصعيد في جنوب لبنان، وهذا سبب آخر لوقف الحرب في غزة، لا يمكن السماح باتساع دائرة العنف في الشرق الأوسط»، بينما شدد الجانبان في بيان مشترك السبت، على «أهمية التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، للحد من التوترات في الجبهات الإقليمية الملتهبة الأخرى».

وبينما تستمر أعمال المبعوث الأميركي للبنان آموس هوكشتاين لتخفيض التصعيد، كشفت القناة 14 الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي نفذ، السبت، محاولتيْ اغتيال في شرق لبنان وغزة، أسفرتا عن مقتل القيادي بـ«الجماعة الإسلامية»، أيمن الغطمة، والقيادي في الجناح العسكري لـ«حماس» رائد سعد.

التصعيد يأتي غداة كشف هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن تل أبيب تستعد للإعلان قريباً عن هزيمة الذراع العسكرية لـ«حماس» بعد انتهاء معركة رفح، تمهيداً لتوسيع المواجهة مع «حزب الله» في لبنان.

جندي إسرائيلي يسير أمام دبابة بالقرب من الحدود الإسرائيلية مع لبنان (رويترز)

وقف مشروط

مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق رخا أحمد حسن، في حديث مع «الشرق الأوسط»، يرى أن وقف الحرب في غزة، تعني هدوء كل الجبهات المشتعلة سواء في البحر الأحمر عبر الحوثيين، أو جنوب لبنان.

ويعتقد أن استنفار جهود وسطاء المفاوضات في هذا المسار لوقف الحرب وخفض التصعيد، مرتبط نجاحه بموقفين رئيسيين؛ أولهما: الموقف الأميركي، الذي يجب أن يزيد من ضغوطه على إسرائيل، وثانيهما: موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي لا يرغب في وقف الحرب بغزة خشية عدم بقائه بالسلطة.

ويرى أن التصعيد المستمر في لبنان، تحبذه تل أبيب، ضمن خطة محتملة لإبعاد الأنظار عن غزة، والضغط على واشنطن لمنحها مزيداً من الأسلحة، لافتاً إلى أن سيناريو التصعيد لن يصل إلى درجة حرب شاملة.

وعقب طرح مقترح الرئيس الأميركي، جو بايدن، نهاية مايو (أيار) الماضي، بشأن وقف الحرب بغزة، دعم مجلس الأمن في 10 يونيو (حزيران) المقترح، بينما أبدت «حماس» ترحيباً إيجابياً، وسلمت الوسطاء ملاحظات تشترط، بحسب تقارير إعلامية، وقفاً دائماً لإطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي من القطاع، وهو ما رفضته تل أبيب وحال دون استئناف المفاوضات، وسط مساعٍ للوسطاء لتقليل الفجوة وحث الطرفين على تقديم تنازلات.

من جانبه، يرى المحلل السياسي الأردني، صلاح العبّادي، في حديث مع «الشرق الأوسط»، أن مخاطر التصعيد في شمال إسرائيل تزداد في ظل استمرار الأزمة بغزة. ويرجح العبّادي «سعي بنيامين نتنياهو للخروج من معركة وحل غزة بطريقة تكتيكية من خلال افتعال مواجهات عسكرية على الجبهة الشمالية بصورة أكبر، وشن هجوم عسكري على لبنان لإطالة أمد بقائه بالحكومة».

ولذا تسعى الولايات المتحدة مع الوسطاء إلى «خفض التصعيد وإنهاء معركة غزة تجنباً لزيادة التوترات في المنطقة»، على حد قوله.

تصعيد معرقل

في المقابل، يرى المحلل السياسي اللبناني، طارق أبو زينب، في حديث مع «الشرق الأوسط»، أن هناك «تطورات مقلقة تنذر بتعاظم احتمالات خطر اندلاع الحرب الشاملة التي يظهر الجانب الأميركي تحديداً اندفاعاً قوياً لمنع حصولها».

ويستدرك: «لكن التطورات الميدانية الأخيرة التي واكبت جولة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين مؤخراً للبنان، أبرزت تراكم مزيد من التعقيدات أمام المسعى الأميركي ورفض المساعي الدبلوماسية، لأن (حزب الله) يربط موقفه بوقف الحرب على غزة».

ويستبعد أن يؤثر ذلك التصعيد بالإيجاب على مفاوضات إنهاء الحرب بغزة، لأسباب بينها أن «العدو الإسرائيلي» حريص على بقائها من أجل تعزيز مواقفه.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً