نظم ذكاء اصطناعي صغرى تعمل دون إنترنت تتوافق مع الهواتف الذكية

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

شكرا لمتابعتكم خبر عن نظم ذكاء اصطناعي صغرى تعمل دون إنترنت تتوافق مع الهواتف الذكية والان مع تفاصيل هذا الخبر

في خضم السباق المحموم لبناء نظم ذكاء اصطناعي توليدية، كان شعار صناعة التكنولوجيا: «الأكبر هو الأفضل»، وذلك بغض النظر عن السعر.

تبني الذكاء الاصطناعي الأصغر

بدأت شركات التكنولوجيا الآن في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي الأصغر التي لا تكون قوية ولكنها أقل تكلفة بكثير. وبالنسبة لعديد من العملاء، قد تكون هذه مقايضة جيدة.

وقد قدمت شركة «مايكروسوفت»، يوم الثلاثاء الماضي، 3 نماذج أصغر للذكاء الاصطناعي التي تعد جزءاً من عائلة التكنولوجيا التي أطلقت عليها الشركة اسم «فاي 3 (Phi-3)». وقالت الشركة إنه حتى أصغر الأجهزة الثلاثة كان أداؤها تقريباً مثل نظام «GPT-3.5»، وهو النظام الأكبر بكثير الذي دعّم برنامج الدردشة «تشات جي بي تي» من شركة «أوبن إيه آي» الذي أذهل العالم عند إصداره في أواخر عام 2022.

ذكاء اصطناعي للهواتف الذكية

يمكن أن يتناسب أصغر طراز «Phi-3» مع الجوال الذكي، لذلك يمكن استخدامه حتى لو لم يكن متصلاً بالإنترنت. ويمكن تشغيله على أنواع الرقائق التي تشغّل أجهزة الكومبيوتر العادية، بدلاً من المعالجات الأكثر تكلفة التي تصنعها شركة «نيفيديا».

ونظراً لأن النماذج الأصغر حجماً تتطلب معالجة أقل، يمكن لمقدمي التكنولوجيا الكبار فرض رسوم أقل على العملاء لاستخدامها. ولذا يأمل المصممون في أن يعني ذلك أن مزيداً من العملاء يمكنهم تطبيق الذكاء الاصطناعي في الأماكن التي كان استخدام النماذج الأكبر والأكثر تقدماً فيها مكلفاً للغاية.

وعلى الرغم من أن «مايكروسوفت» قالت إن استخدام النماذج الجديدة سيكون «أرخص بكثير» من استخدام نماذج أكبر مثل «جي بي تي-4»، فإنها لم تقدم تفاصيل.

النظم الأصغر حجماً أقل قوة، ما يعني أنها قد تكون أقل دقة أو تبدو أكثر غرابة. لكن «مايكروسوفت» وشركات التكنولوجيا الأخرى تراهن على أن العملاء سيكونون على استعداد للتخلي عن بعض الأداء إذا كان ذلك يعني أنهم يستطيعون في النهاية شراء الذكاء الاصطناعي.

وقال إريك بويد، أحد المسؤولين التنفيذيين في شركة «مايكروسوفت»، إن العملاء يتخيلون طرقاً عديدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي، ولكن مع أكبر النظم فإنهم «يقولون: أوه، لكن كما تعلمون، يمكن أن يحصلوا على تكلفة باهظة نوعاً ما». وأضاف إن النماذج الأصغر، بحكم تعريفها تقريباً، أرخص في النشر.

وقال بويد إن بعض العملاء، مثل الأطباء أو معدّي لوائح الضرائب الحسابية، يمكنهم تبرير تكاليف نظم الذكاء الاصطناعي الأكبر والأكثر دقة؛ لأن وقتهم كان ثميناً للغاية. لكن عديداً من المهام قد لا تحتاج إلى المستوى نفسه من الدقة. على سبيل المثال، يعتقد المعلنون عبر الإنترنت بأن بإمكانهم استهداف الإعلانات بشكل أفضل باستخدام الذكاء الاصطناعي، لكنهم يحتاجون إلى تكاليف أقل حتى يتمكنوا من استخدام النظم بانتظام.

ويتم تشغيل برامج الدردشة الذكية عادة بواسطة نماذج لغوية كبيرة، (LLMs)، ونظم رياضية تقضي أسابيع في تحليل الكتب الرقمية، ومقالات «ويكيبيديا»، والمقالات الإخبارية، وسجلات الدردشة، والنصوص الأخرى المنتقاة من جميع أنحاء الإنترنت.

ومن خلال تحديد الأنماط في هذه النصوص كلها، فهي تتعلم كيفية إنشاء النص بأنفسها. إلا أن استخلاص واسترداد ما هو مطلوب لكل محادثة يطلب وجود قدرات حاسوبية كبيرة. وهذا مكلف.

تنافس لتحسين النظم الصغرى

في حين يركز عمالقة التكنولوجيا والشركات الناشئة على تحسين أكبر نظم الذكاء الاصطناعي، فإنها تتنافس أيضاً على تطوير نماذج أصغر تقدم أسعاراً أقل.

على سبيل المثال، أصدرت شركتا «ميتا» و«غوغل» نماذج أصغر خلال العام الماضي، إذ قامتا أيضاً بتطوير «مصادر مفتوحة» لهذه النماذج، ما يعني أنه يمكن لأي شخص استخدامها وتعديلها مجاناً. وهذه طريقة شائعة للشركات للحصول على مساعدة خارجية لتحسين برامجها وتشجيع الصناعات الكبرى على استخدام تقنياتها.

مصادر مفتوحة… وأسعار أقل

وكذلك تطور «مايكروسوفت» نماذج بمصادر مفتوحة لنماذج «Phi-3» الجديدة، وكان سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» قال بعد أن أطلقت الشركة خدمة «تشات جي بي تي»، إن تكلفة كل محادثة كانت «سنتات معدودات»، وهي تكلفة هائلة بالنظر إلى ما تقدمه خدمات الويب الشهيرة مثل «ويكيبيديا» التي تعادل أجزاء صغيرة من السنت (الدولار يساوي 100 سنت). الآن، يقول الباحثون إن نماذجهم الأصغر يمكنها على الأقل أن تقترب من أداء روبوتات الدردشة الرائدة؛ مثل «تشات جي بي تي» و«جيمناي».

سيباستيان بوبيك الباحث في الذكاء الاصطناعي في «مايكروسوفت» في سياتل

حزمات بيانات أصغر

بشكل أساسي، لا يزال بإمكان النظم تحليل كميات كبيرة من البيانات، ولكنها تخزّن الأنماط التي تحددها في حزمة أصغر يمكن تقديمها بقوة معالجة أقل. بناء هذه النماذج هو عبارة عن مقايضة بين القوة والحجم. وقال سيباستيان بوبيك، الباحث ونائب الرئيس في شركة «مايكروسوفت»، إن الشركة قامت ببناء نماذجها الصغيرة الجديدة من خلال تحسين البيانات التي تم ضخها فيها، والعمل على ضمان تعلم النماذج من النصوص ذات الجودة الأعلى.

وفد تم إنشاء جزء من هذا النص بواسطة الذكاء الاصطناعي نفسه، وهو ما يُعرف باسم «البيانات الاصطناعية». ثم عمل المقيّمون البشريون على فصل النص الأكثر حدة عن الباقي.

قامت «مايكروسوفت» ببناء 3 نماذج صغيرة مختلفة: «Phi-3-mini»، و«Phi-3-small»، و«Phi-3-medium». ويعد «Phi-3-mini»، الذي أعلنت أنه متاح منذ يوم الثلاثاء، الأصغر (والأرخص) ولكنه الأقل قوة.

ويعد «Phi-3 Medium»، الذي لم يتوفر بعد، هو الأقوى ولكنه الأكبر والأغلى. وقال جيل لوريا، المحلل في البنك الاستثماري «دي إيه ديفيدسون»، إن جعل النظم صغيرة بما يكفي لاستخدامها مباشرة على الجوال أو الكومبيوتر الشخصي «سيجعلها أسرع بكثير وأقل تكلفة من حيث الحجم».

* خدمة «نيويورك تايمز»

‫0 تعليق

اترك تعليقاً