بعد وقف تصدير الغاز.. هل تنتهي خطة تخفيف أحمال الكهرباء نهائيًا؟

تقترب مصر على تكملة الـ عام مع تطبيق خطة تخفيف الأحمال، الخطة التي أقرتها رئاسة مجلس الوزراء منذ شهر يوليو 2023 نتيجة ارتفاع الأحمال على الشبكة القومية لـ الكهرباء.

أوقفت مصر تصدير الغاز خلال الفترة المقبلة، حيث قررت وزارة البترول والثروة المعدنية، وقف تصدير شحنات الغاز الطبيعي المسال بداية من مايو المقبل، لتلبية احتياجات محطات الكهرباء من الوقود، وسط ارتفاع الاستهلاك خلال أشهر الصيف، وعلق حمدي عبد العزيز المتحدث باسم وزارة البترول والثروة المعدنية، بأنه مع زيادة الاستهلاك المحلي مع ارتفاع درجات الحرارة يتم إيقاف تصدير الغاز في أشهر الصيف، وهذا القرار طبق بالفعل العام الماضي من شهر مايو حتى انتهاء فصل الصيف، وحصل السنة الماضية وبعد انتهاء الصيف عاودنا التصدير مجددًا وهو إيقاف مؤقت وليس دائما لتوجيه كل الكميات للسوق المحلي.

وأفادت تقارير بأن الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية إيجاس، قد اشترت شحنة غاز طبيعي مسال، من المقرر أن تصل إلى محطة العقبة للتغويز في الأردن، ما بين يومي 18 و19 من الشهر الجاري.

هل تنتهي خطة تخفيف الأحمال نهائيًا بعد وقف تصدير الغاز والسيولة الدولارية

وقد تمكنت مصر من توفير السيولة الدولارية بعدة قرارت اتخذها البنك المركزي المصري، والتي أدت إلى انتهاء أزمة الدولار والسوق الموازية.

وبدورها قالت الدكتورة وفاء على، أستاذ الاقتصاد والطاقة، إن الدولة المصرية تبذل مساعيها الدائمة في تأمين احتياجات الأسواق العالمية، منذ بدأت خطتها الطموحة فى 2014 لتحتل مكانتها على الخريطة العالمية، وقامت بدورها منذ الاكتفاء الذاتي فى 2018 بتأمين احتياجات أكثر من 20 دولة قائمة على استيراد الغاز من مصر، ولذلك حتى الشهر الفائت تم تصدير 80 ألف طن إلى أسواق أوروبا.

وأوضحت أستاذ الاقتصاد والطاقة، في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أنه بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة، ودخول فصل الصيف، ومن أجل تغطية الاحتياجات المحلية بشأن الغاز الطبيعي، انتهجت الدولة المصرية تعليق تصدير الغاز من شهر مايو، وذلك لحاجة محطات الكهرباء، كذلك عمليات التبريد لمزيد من الغاز، حتى لا تضطر الدولة المصرية إلى تخفيف الاحمال فى الفترة المقبلة.

وأشارت إلى أنه سوف تقوم في المرحلة الحالية باستيراد فارق الاحتياج من الغاز، بين كميات الاستهلاك والإنتاج مع درجات الحرارة، ودخول فصل الصيف والحاجة الملحة للتبريد.

واستكملت: لقد عكفت الدولة على الانخراط فى شراكات دولية وإقليمية، بهدف تحقيق مستقبل آمن ومستدامة للطاقة، والعمل على توفير بيئة جاذبة للاستثمار فى مشروعات الاستكشاف، والبحث عن الغاز الطبيعى، بالإضافة إلى ترشيد استخدام المصادر التقليدية، علاوة على المساهمة فى تلبية الطلب العالمي في مجال الطاقة خصوصًا في ظل المتغيرات والصراعات الجيوسياسية بطرح مساحات من البحر المتوسط للبحث، والتنقيب لتعزيز الكميات المكتشفة وزيادة قدرات التسييل، وزيادة الاستثمارات المباشرة.

ومن جانبه قال المهندس أحمد الشناوي، خبير الطاقة ووكيل شعبة الكهرباء بالنقابة العامة للمهندسين، أن قرارت وقف تصدير الغاز واستيراد الغاز، ستعمل بشكل جيد على إنهاء خطة تخفيف الأحمال كليًا.

وأوضح الشناوي، في تصريحات لـ القاهرة 24، أن ذلك يرجع إلى أن انقطاع الكهرباء كان سببه نقص كميه الغاز الطبيعي المورده لمحطات الكهرباء.

وأوضح دكتور ثروت راغب استاذ هندسة البترول والطاقة، أن مصر كان لديها اكتفاء ذاتي من الغاز، ولم تقوم بالاستيراد من الخارج نتيجة لوجود حقل ظهر، الذي كان إنتاجه نحو 3.2 مليار قدم مكعب يومي تقريبا، والذي ادى الى زيادة الإنتاج المصري الى 7.2 مليار قدم مكعب يومي، وكان ليدنا اكتفاء ذاتي وعملية تصدير للخارج، وعقود اجله واعتمادات للاتحاد الاوروبي وخلافه.

وأشار في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، الي أن نتيجة الي انخفاض إنتاج حقل ظهر إلى نحو 1.7 مليار قدم مكعب يومي، وانتاج مصر يتضائل لـ 5.8 مليار قدم مكعب يومي، ويصل استهلك مصر المحلي إلى نحو 6.2 مليار قدم مكعب يومي، وبالتالي لدينا نقص في الغاز.

وأوضح أن ذلك يترتب عليه انقطاعات الكهرباء، حيث إن محطات الكهرباء تستهلك 60 % من إنتاج الغاز المصري، ونتيجة لانخفاض إنتاج الغاز، تأثرت هذه المحطات، ويتم تخفيف الأحمال عليها والانقطاعات ستبقي مستمرة إلى أن يزيد الإنتاج من الغاز.

وأضاف أن مصر وقفت التصدير للخارج، لأن الإنتاج محلي لا يغطي الاحتياج المحلي، سواء الغاز للبيوت وللكهرباء وخلافه، والدولة في حاجه اليه، وبالتالي أدت الى توقف التصدير، بل استوردت 1.2 مليار قدم مكعب يومي، من دول أخرى لكي تعادل الاحتياج الداخلي للدولة في عملية الاكتفاء الذاتي.

ومن جانبه كشف مصدر مسئول بوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، أن الوزارة تعمل جاهدة بالتعاون مع وزارة البترول والثروة المعدنية، علي ايجاد حلول جزرية لاستقرار الوضع بشكل كامل على جميع أنحاء الجمهورية، ويتم دراسة عدة سيناريوهات مختلفة.

وأشار المصدر في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، إلى أنه يتم العمل على إنهاء جدول تخفيف الأحمال في أسرع وقت ممكن لرفع الأعباء عن المواطنين، في ظل ارتفاع درجات الحرارة.