محللون: 4 عوامل رئيسية تتحكم في مسار سوق الأسهم السعودية.. تعرف عليها

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

 غيرت السوق المالية السعودية اتجاهها الصعودي، وانتقلت إلى المربع الأحمر، بعد صعودها في جلسة الاثنين الماضي التي أعقبت عطلة عيد الفطر الممتدة لأكثر من أسبوع تقريبا، مقتفية بذلك أثر البورصات وأسواق المال العالمية،

وتراجع مؤشر “تاسي” بنهاية جلسة أمس الثلاثاء بأعلى وتيرة في أكثر من شهرين وسط انخفاض معظم القطاعات بضغط من الأسهم القيادية على رأسها “أرامكو السعودية” الذي انخفض إلى أدنى مستوى منذ عام بالتزامن مع هبوط سعر خام برنت بالقرب من مستوى 90 دولار وهو التراجع الذي جاء متوافقا مع الأداء السلبي الذي سجلته الأسواق العالمية ولاسيما الأمريكية بعد تصريحات بشأن بقاء أسعار الفائدة حالياً عند مستوياتها المرتفعة.

وانخفض المؤشر العام بنهاية الجلسة 207.91 نقطة والتي تعادل 1.64% ليغلق دون مستوى 12500.43 نقطة كأدنى مستوى في عشرة أسابيع، في وقت بلغت السيولة مستوى 10.22 مليار ريال (2.72 مليار دولار).

وقال محللون لـ”مال”، إن هناك 4 عوامل تتحكم في مسار المؤشر العام للسوق المالية السعودية “تاسي” أهمها تراجع أسواق المال العالمية على وقع البقاء على معدلات أسعار الفائدة مرتفعة إضافة لانخفاض أسعار النفط وزيادة الترقب والحذر بشأن الأزمة الإيرانية الإسرائيلية إضافة إلى إنتظار المتعاملين لبدء موسم نتائج أعمال الشركات المدرجة عن الربع الأول من العام الجاري.

وكانت الأسواق العالمية، وبخاصة الأمريكية شهدت تراجعاً متراوحا بنهاية تعاملات أمس بين 2% إلى 0.12%  بعد بيانات التضخم التي أثارت مخاوف من الاستمرار في تشديد السياسة النقدية من قبل الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية العالمية. وأشار رئيس الاحتياطي الفيدرالي “جيروم باول” إلى عدم إحراز تقدم بشأن التضخم، مما يزيد من المخاوف الأخيرة من أن البنك المركزي قد يستغرق وقتًا أطول لخفض أسعار الفائدة عما كان يتوقعه المستثمرون.

وأما بالنسبة لأسعار النفط فقد تراجعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم شهر يونيو بنسبة 0.1% إلى 90.02 دولار للبرميل، بعد أن لامست 90.84 دولار. فيما استقر سعر خام نايمكس الأمريكي تسليم مايو عند 85.36 دولار للبرميل، بعد أن لامس 86.18 دولار.

حذر المستثمرين

وقال رائد دياب، نائب رئيس إدارة البحوث والاستراتيجيات الاستثمارية في “كامكو إنفست”،  لـ”مال”، إن التراجعات الحادة التي شهدتها سوق الأسهم السعودية تعود إلى زيادة الضغوط البيعية التي لحقت ببعض الأسهم القيادية وخصوصا سهم أرامكو  الذي هبط إلى أدنى مستوياته منذ مارس 2023، وسط موجة هبوط تسيطر على أسواق المنطقة منذ بداية الأسبوع الجاري.

وأشار إلى أن من ضمن الأسباب المخاوف من تصاعد الصراع في الشرق الأوسط بعد الهجمات الايرانية الأخيرة والتي قد تهدد شحنات النفط والحركة التجارية في مضيق هرمز اذا ما تصاعد التوتر، الأمر الذي أبقى المستثمرين حذرين ومترقبين لأي تطور قد ينشأ في الفترة المقبلة.

جني الأرباح 

من جهته، قال الاقتصادي السعودي، والمستشار المالي محمد الشميمري،  لـ”مال”، إن التراجعات تأتي في إطار عمليات جني الأرباح الطبيعية والمستوجبة والتي أتت بقيادة أسهم قيادية في مقدمها سهم أرامكو، وأوضح أن هناك عمليات جني أرباح تأتي بعد ارتفاعات قوية استمرت فترة طويلة، مشيراً إلى أن هناك محفزات قوية ستعيد السوق السعودية إلى مسارها الصاعد مع اقتراب الإعلان عن نتائج الربع الأول من العام الجاري ولتي من المتوقع أن إيجابية لاسيما لقطاعات رئيسية في مقدمتها البنوك والبتروكيماويات.

وأشار إلى أنه لحين صدور نتائج المالية للشركات ستجد السوق صعوبة في محاولة تحقيق مستويات أعلى في ظل ارتفاع مكررات الربحية وتراجع التوقعات بخفض قريب لأسعار الفائدة.

تبادل مراكز

من جانبه، أكد المستشار الاقتصادي السعودي، الدكتور علي بوخمسين الرئيس التنفيذي لمركز التنمية والتطوير للاستشارات الاقتصادية،،  لـ”مال”، أن الظروف الجيوسياسية المؤقتة بالمنطقة دفعت بعض المحافظ للتحوط من تداعيات تلك الظروف ومن ثم الانتقال من أسهم إلى أسهم مراكزها الاستثمارية أفضل في ظل الأزمة الحالية.

وأشار إلى أنه لم يكون هناك بيوع بشكل ملفت ولكن ما حدث هو تبادل للمراكز المالية فقط وهو ما يؤكده مستويات السيولة التي تخطت 10 مليارات ريال، لافتا إلى أن هبوط سهم أرامكو اليوم إلى تلك المستويات يشير للمخاوف الحالية من تأثر عمليات تصدير النفط.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً